يقول الحضراوى: وفي اليوم الثاني عشر من شهر شعبان سنة ١٢٨٩ هـ عزل المحتسب المذكور، وولى مكانه زابط - ضابط - من طرف الديوان اسمه خليل، أصله قواس ثم حباس، ثم صار كبير بعض القواسة بديوان الحكومة إلى أن صار زابط للسوق.
[حدة طبع الوالى]
يقول الحضراوي: عن قاسم باشا: وكانت تصرفات هذا الباشا كلها حميدة، إلا أنه يغلب عليه سماعه للدفتردار سليمان أفندي، فضيق على أهل المعاشات، وأمره بالنزول إلى جدة مع الخزينة وحصر الكتبة، وإسَاءَتْ بعض العامة، وكل من وقع له من الرعايا يقوم بنفسه ويضربه بيده، ويتكلم ببعض الكلمات القبيحة، فكان يغلب عليه الحمق، وإلا فهو نبيه فطن حافظ لصداقة الوظيفة، ثم بعد ذلك صرف عن مكة المشرفة، هو والد فتردار سليمان أفندي، وكان عزل قاسم باشا في أواخر شعبان سنة ١٢٨٩ هـ.
[حدود ولاية الحجاز]
يقول الحضراوي: ثم تولى محمد رشيد باشا المشير واليا على الحجاز كالعادة الأولى الجارية في الولاة وكان وصوله إلى مكة المشرفة يوم الخميس المبارك ليلة العشرين من شهر شعبان من السنة المذكورة ١٢٨٩ هـ، وقرئ فرمانه بالمسجد الحرام يوم السبت ثاني وعشرين من الشهر المذكور، بأنه والي ولاية الحجاز، ويحد ولايته من الشرق جبل شمَّرْ بمدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومكة وجدة والطائف، إلى حدود رنية من أرض الحجاز.