للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عزل راتب باشا]

وعلم الاتحاديون في الآستانة بتباطئ راتب باشا في إعلان الدستور فصدر الأمر بعزله، وتولية كاظم باشا الذي وصل إلى مكة في رمضان من العام المذكور ١٣٢٦ هـ (٣٨٣).

[ثورة القبورى]

لم تكن ثورة الاتحاديين على السلطان عبد الحميد وعزله عن الخلافة لتمرَّ دون أن تترك آثارها في نفوس الناس، خاصة لما عرف عن الاتحاديين أو على الأصح عن بعضهم من عدم الالتزام الكامل بأمور الدين، فكان الناس في شكٍّ من أمرهم، وقد قام بعض أنصار الاتحاديين في مكة بفرض ضريبة على دفن الموتى مقدارها خمسة ريالات، قالوا: إن هذه الضريبة ستصرف في إصلاح القبور.

واستدعى لهذا الغرض شيخ القبوريين لإِبلاغه باستيفاء هذه الضريبة من أهل الموتى، ولكن شيخ القبوريين استنكر الأمر وخرج من دار الحكومة صائحًا فاجتمع إليه الناس، فأعلن الأمر إليهم في صورة استثارت مشاعرهم وكانوا - كما يقول الأستاذ السباعى - لم يتوطنوا بعد على مبادئ الدستوريين، ولم يقتنعوا بثورتهم على الخليفة وصاح صائحهم بالجهاد في سبيل الله. واستجاب الشباب من جميع الحارات، وخرجوا بأسلحتهم ينادون بالثورة على الأتراك، فاشتبكوا مع الجند في عدة مواقع من الأسواق، وقتل وجرح من الفريقين عدد غير كبير.


(٣٨٣) "تاريخ مكة" لأحمد السباعي: ص ٥٥٨، ٥٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>