للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويستمر العمل فيه إلى المساء ثم يعود أكبر الكتاب بعد صلاة العشاء ليقضى ساعة أو أكثر في القيد في الدفاتر وفى هذه الحالة يتناول الجميع طعاما خفيفا العشاء، وهكذا فإن العمل كان يستمر طيلة النهار وصدرا من الليل في بعض الأحيان كما أن أيام الجمع لا تعتبر أيام أجازات إذ تفتح فيها المكاتب التجارية في النصف الأول من النهار إلى وقت الصلاة وغالبا يتبادل فيها التجار الزيارات مع أصدقائهم من الموظفين والأعيان وكانت المكاتب التجارية في مدخل البيت أو الدور الأول فيه بينما يسكن التاجر في الأدوار العليا، وكانت أغلب البيوت التجارية مزودة بمخازن تخزن فيها البضائع، ولا يزال بعض هذه البيوت موجودا بجدة حتى الآن على الوضع الذى وصفناه.

نعود بعد هذا الاستطراد الطويل عن البيوت التجارية ودورها في تخريج التجار إلى الشيخ عبد الرؤوف جمجوم لنقول أنه استطاع بعد جهاد شاق إعادة بيتهم التجارى إلى المركز المرموق الذى كان له في حياة أبيه وجده.

مَدَارس الفَلاح

ذكرنا في ترجمة الحاج محمد على زينل رضا مؤسس الفلاح أنه حينما قام بتأسيس المدرسة الفلاحية في جدة كان هناك له زملاء تعاونوا معه في تأسيسها وذكرنا أن الشيخ عبد الرؤوف جمجوم وشقيقه الشيخ محمد صالح جمجوم كانا من هؤلاء الشبان الذين تعاونوا مع مؤسس الفلاح فكانوا يأخذون التلاميذ من بيوت آبائهم بعد غروب الشمس ويعيدونهم إلى بيوتهم في جنح الظلام حينما كانت الدراسة في المدرسة تتم ليلا لعدم الحصول على الترخيص من الحكومة العثمانية بافتتاح المدرسة وبعد الحصول على الترخيص لم تكن هناك حاجة لهذه الرحلات الليلية وخصوصا بعد أن اشترى الحاج محمد على المبنى الأول لمدارس الفلاح

<<  <  ج: ص:  >  >>