للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الوداع، وقد اخترت ما سماه الشيخ/ باسلامة لأنه أقرب إلى مفهوم القارئ في الوقت الحاضر.

بناها المهدي العباسي ثم عمرت في زمن الأشرف شعبان بن حسين صاحب الموصل وكانت قد سقطت عام إحدى وسبعين وسبعمائة، وَسلِم الناس من سقوطها، فوصل المعمرون لعمارتها وفرغوا منها في مفتتح محرم الحرام سنة اثنين وسبعين وسبعمائة، وهي باقية إلى الآن.

ويروي الشيخ/ باسلامة نقلًا عن ابن فهد القرشي في إتحاف الورى كيفية سقوطها فيقول:

وفي ليلة الاثنين ثاني جماد الأولى سقطت مأذنة (باب الحزورة) في ليلة مطيرة، وكفى الله شرها فلم تَضرُّ أحدًا من مجاوريها، ولا من البيوت التي إلى جانبها بعد أن خلت تلك الدور من ساكنيها خوفًا على أنفسهم، فلما بلغ الأشرف شعبان بن حسين صاحب مصر ذلك أمر أمير الحاج المصري علاء الدين بن علي بن كلبك التركماني، شاد الدواوين بمصر أن يتأخر بمكة المكرمة بعد الحج لعمارة مأذنة باب الحزورة، فشرع في عمارتها عقب سفر الحاج وفرغ من العمارة في المحرم من السنة التي بعدها (١).

[منارة باب الزيادة]

وهي قديمة بناها المعتضد العباسي لما بنى زيادة دار الندوة ثم سقطت، وأنشأها الملك الأشرف "برسباي" في عام ثلاث وثمانين وثمانمائة كما هو مثبت في حجر باب المأذنة قال في تحصيل المرام: وعمرت سنة ألف ومائة وثلاثة عشر حيث وقع دورها فأمر ببنائها.

أقول: كانت عمارة المعتضد العباسي في سنة ٢٨١ حيث خربت دار الندوة وكانت مسجدًا مستقلًا عن المسجد فأمر المعتضد بإدخالها في المسجد الحرام وهذه العمارة التي ضمت فيها دار الندوة إلى المسجد الحرام وأحدث لها باب سمي باب الزيادة (٢).

[منارة السلطان قايتباي]

بناها السلطان قايتباي حينما بنى مدرسته كما هو مكتوب على عقد باب مدرسته إلى جهة المسعى (في غاية الصناعة) ثلاثة أدوار.

وبنى نظيرها منارة أخرى على عقد باب مسجد الخيف بمنى وفرغ من بنائها سنة خمسمائة وخمسين.

أقول: التاريخ الذي أورده الغازي عن منارة السلطان قايتباي غير صحيح، لأن السلطان قايتباي من رجال القرن التاسع وليس من رجال القرن السادس الهجري، وقد أدى


(١) عمارة المسجد الحرام ص ٢٤٣.
(٢) أعلام الحجاز ج ٢ ص ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>