للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَرضه وَوفَاته

في أحد اجتماعاتي بالأستاذ فدا بعد أن توثقت أواصر الصداقة بينى وبينه قال لى: إننى اقرأ ما تكتبه عن رحلاتك في الخارج وأود لو رافقتك في بعض هذه الرحلات فإننى أزور انكلترا ولكنى لا أعرف شيئا عن معالها السياحية فحركتى محدودة بين الطبيب والسفارة ومنازل بعض الأصدقاء إلى جانب جولات في شارع اكسفورد (استريت) الذى أنزل في أحد فنادقه بعد العشاء، قلت إننى مسافر هذا الصيف ورحلتى فيه تشمل مدنا في أواسط أوروبا وشمالها وإنه ليسعدنى كثيرا أن تكون رفيقى في هذه الرحلة وتواعدنا على الاجتماع في لندن وحضر رحمه الله في الموعد الذى عينه ونظمنا برنامج الرحلة بحيث نزور الدانمرك والمانيا وسويسرا معا وقبل سفرنا من لندن بثلاثة أيام حضر المرحوم الصديق الشيخ محمود عطار وكان معنا في لندن وقال لى أبلغ الأستاذ فدا أن الطبيب فلان يريد أن يراه فقد علم منى عرضا أنه هنا في لندن وهو يصر على ذلك وأبلغت الأستاذ فدا ما سمعت فوجم فألححت عليه أن يذهب طالما أن الأمر يتعلق بصحته فوافق وفى اليوم التالى قال لى وفى صوته رنة حزينة لا تنتظرنى فإنى سأطيل القام هنا حسب نصحية الطبيب وكنت أعلم عن مرضه فطمأنته وأعطيته أسماء الفنادق التي سأنزل بها وقلت له إننى سأتصل به فما بعد ومن مدينة ميونيخ بألمانيا اتصلت به وقلت له إنني سأكون موجودا في جنيف بعد ثلاثة أيام قال وستجدنى هناك وفى فندق مجاور للفندق الذى تنزل فيه وفى الموعد العين حضر وكان بادى الانشراح منبسط الأسارير وقضينا بضعة أيام في سويسرا نزور معالها كما نظمنا رحلة بالسيارة تشمل كثيرا من المدن السويسرية وتخترق بعض المدن الفرنسية وتناولنا الغداء في مدينة لوزان وخلال جلسة الغداء أدهشنى الأستاذ فدا

<<  <  ج: ص:  >  >>