للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمحفوظاته من الشعر وقد أسمعنى قصائد قديمة من الشعر الغزلى نشرت لى في الخمسينات فأدركت أن للرجل ذوقا أدبيا إلى جانب شخصيته الحازمة في التربية والتعليم. ثم اقترب موعد عودتنا إلى الملكة فافترقنا على أمل أن نجتمع مرة أخرى في الصيف القادم وقد صمت فجأة ثم قال يبدو لى أنه ليس في عمرى بقية لرحلة أخرى أننى اقترب من النهاية قلت اتق الله يا رجل فإِنك في خير حال وفى الصيف التالى قال إننى قررت الذهاب هذه المرة إلى أمريكا فإِنى لم أزرها من قبل فتمنيت له كل خير وقلت له إن الطب هناك متقدم كثيرا عنه في انكلترا التي تزورها دائما لهذه الغاية.

وسافر إلى أمريكا وما لبثنا أن علمنا أنه أدخل المستشفى ثم اشتد عليه المرض فكان هناك يتنفس في خيمة من الأوكسيجين وأن صحته تتداعى ومع ذلك فقد أصر على أن تعود زوجته وبناته إلى جدة للالتحاق بمدارسهن حيت كان موعد افتتاح المدارس قد أزف وفى مساء الخميس ١١/ ٧/ ١٣٨٥ هـ أسلم الروح بمدينة واشنطن في أمريكا ونقل جثمانه بالطائرة حيث دفن بمقبرة العلاة بمكة المكرمة مساء الثلاثاء ١٦/ ٧/ ١٣٨٥ هـ في مشهد مهيب اشترك فيه أصدقاؤه وطلابه رحمه الله فلقد كان مربيا قديرا وأستاذا عظيما تغمده الله برحماته وأحسن جزاءه في جنات الخلود.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>