ولقد أبصر الشاعر ما يدسه أعداء الإسلام للمسلمين في بلادهم من دسائس تثير الآلام في الصدور فقال في سنة ١٣٥٥ هـ هذه الأبيات:
[بين الماضى والحاضر]
المسلمون غدواوهم في أرضهم … غرباء بين زعانف وطغام
دسَّ العداة لهم فحال طموحهم … وتنحَّت الآمال للآلام
أن الذى شرع الشرائع للهدى … ضمن الخلود لشرعة الإسلام
وللشاعر مقطوعة عنوانها الفراق نظمها في سنة ١٣٥٧ هـ يقول فيها:
ازف الرحيل فعجَّت الزفوات … وتدفقت من وقعه العبرات
وتبودلت رسل القلوب واوضحت … عنها وعن مكنونها الخلجات
وتجاوبت كتب العيون وأعربت … عما تريد بيانه النظرات
ساد السكوت فليس الإ دمعة … تجرى والا آهة مزجاة
وهذه المقطوعة تذكرنا بالأسلوب الذى كان يتبعه الشعراء قبل النهضة الأدبية الحديثة وقد أوردتها لأنها المقطوعة العاطفية الوحيدة التي وجدتها للشاعر.
وهناك مقطوعة أخرى بعنوان (المناجاة) نظمها الشاعر في عام ١٣٦٠ هـ وقد أطلق الشاعر نفسه على سجيتها فجاءت هذه المناجاة صادرة من القلب:
دعوتك للجلى وقلبي خاشع … وما لي إلا أنت يا رب سامع
فعندى أمانٍ في الحياة رحيبة … ولي أمل في ساحة المجد شاسع
وقد أخفقت فيما أردت مطامحي … وعثَّت على جهدى الحثيث الذرائع
على أنني لم آل جهدا ولم اقف … ولم تثنني عما اعتزمت المدافع
وكم غمرة جاوزتها إثر غمرة … أجالد في أهوائها وأصارع
أعالجها بالعنف طورا وتارة … أحاولها مستدريا وإخادع
ولكنها أعيت عليَّ فلم أجد … سواك وما لي غير جاهك نافع