للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونكتفي بهذا القدر الذي أورده المؤرخون عن سيرة الشريف عون في مكة المكرمة والتي امتدت ما يقرب من ربع قرن، وقد أفضنا فيها لننقل للقارئ صورة من الحياة في مكة قبل ما يقرب من مائة عام، ليعرفوا شيئًا من تاريخ البلد الحرام في ذلك العصر السحيق، وليأخذوا العبرة، وليحمدوا الله تعالى على ما أَفاء عليهم من النعم الكثيرة، أمنًا شاملًا، ورخاءًا عظيمًا، وتطورًا فاق ما يتصوره الخيال.

[رئيس النظار يطلب إرسال عبد الرحمن سراج إلى مصر]

ونعود بعد هذا الاستطراد الطويل إلى الشيخ عبد الرحمن سراج الذى تركناه يستقل سفينة شراعية ومعه ابنه الشاب عبد الله سراج إلى مصر هاربًا من بطش الشريف عون، فيصل إلى الشواطئ المصرية وهو مريض مدنف، وقابل الشيخ عبد الرحمن سراج حكمدار السويس وطلب منه أن يخبر رئيس النظار مصطفى فهمى باشا بوصوله إلى مصر، وطلب رئيس النظار إرسال الشيخ عبد الرحمن سراج إلى القاهرة فوصلها ضيفًا على رئيس النظار الذي كانت له معرفة سابقة به.

أقول: مصطفى فهمي باشا رئيس وزراء مصر كان والد السيدة صفية زغلول أم المصريين وزوجة زعيم مصر العظيم الراحل سعد باشا زغلول.

[وفاة الشيخ عبد الرحمن سراج]

ولكن حياة الشيخ عبد الرحمن سراج آذنت بانتهاء فقد اشتد عليه المرض، فقضي غريبًا عن وطنه، بعيدًا عن أهله وأحبابه، وكانت وفاته

<<  <  ج: ص:  >  >>