صالحة للنشر بما حوته من فحش القول وجارح التعبير ولكن هذه القصائد كانت تكتب باليد على نسخ متعددة وتوزع في أماكن تجمعات الناس في مكة وقد جرَّت المهاجاة بين حمزة والعواد إلى دخول شاعرين آخرين فيها وهما الأستاذ الشاعر أحمد قنديل رحمه الله مساعدا لصديقه حمزة شحاتة مدافعا عنه، والأستاذ الشاعر محمود عارف مساعدا ومدافعا عن أستاذه محمد حسن عواد ولم يكف كلاهما عن هذه المهاجاة إلا بعد أن اتسع نطاق توزيع هذه القصائد الهجائية وخشي الطرفان أن تجرَّ عليها الجرائر فطويا تلك الصفحة السوداء وحسنا فعلا وقد اعتذر العواد فيما بعد لحمزة بمقطوعة بعنوان "عتاب" منشورة في ديوانه نحو كيان جديد في صفحة (١٧٥) فليرجع إليها من أراد.
العَوَّاد وَشَوقي
ومما يدخل في باب المعارك الأدبية للعواد وإن لم تكن معركة أدبية حقيقية لأنها من طرف واحد إذا صح هذا التعبير هو تعريض العواد بشعر أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله ومحاولة إظهاره بمظهر المقلد المسفِّ حتى أنه بلغ من تعصبه في هذا المجال أنه رحب بظهور ديوان شاعرة سعودية هي الآنسه "ثريا قابل" وقيَّم شعرها حتى فضلها على أحمد شوقي أمير الشعراء ولست في حاجة إلى القول أن ثريا قابل نفسها قد فوجئت كما فوجيء الناس جميعا بأراء العواد رحمه الله فيها وفي شوقي معا ولكن العواد كان عنيدا كما أسلفنا وكان معجبا شديد الإعجاب بالعقاد رحمه الله ولكل ما أنتج من شعر ونثر وكان العقاد خصما عنيدا لشوقي فاندفع العواد في مهاجمة شوقي متأثرا بآراء العقاد فيما أقدر لأني لم أجد مبررا واحدًا لموقف العواد من شوقي بعد وفاته وهو أكبر شعراء العصر ومن القمم