للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرسالة طويلة يصف فيها البيتي معاناتاه في ينبع من الحشرات، كما يصف الشحاتين في ينبع والأعراب ورؤساء القبائل، مما سنقرأه في شعره، ثم يتحدث البيتي عن نفسه فيقول:

[البيتي يعتذر لنفسه]

وكأني بملام الخطيب يصدر عن قريب، غب هذا العجيب، وهو يلوم في المطامع، وينبه على فضل القانع، ويقول: إن في العفاف لما يصون قدر الأشراف، ولقد أسرف كل الإسراف، حين تعرض للاستهداف ثم يسند صاحبه إلى الجنون، ويغرب في الجون، فيقول: لو عاد بمال قارون، لكان في الصفقة مغبون، بل ولو استقل بفارس وخراسان، وهيمن على الشحر وعمان، وتقلد ملك آل عثمان، وجاء برأس خاقان، لما كان بعد الشدة والامتحان، ومقامه على الهوان، إلا أخسر من أبي غبشان، وأخيب من حنين، ولو جاء بملإ الخافقين وكان مع عدم المشاركة، في أحسن من زمن البرامكة، قد تربع في دست الشرافة، وسلم عليه بالخلافة، فما له قد أساء في الطلب، وذهب بوضاءة النسب والأدب، بسوء هذا المكتسب فما كان في العير، ولا أحسبه في النفير:

تعالى الله يا سلم بن عمرو … أذل الحرص أعناق الرجال

فما أجد من الأعذار، إلا تصرف الأقدار، وحمل الاضطرار، على عدم الاختيار، على ذلك صبرت، ولو خيرت لاخترت:

ألقاه في اليم مكتوفا وقال له … إياك إياك أن تبتل بالماء

ومن العذر ما لا أبديه، وقد ذهب أمس بما فيه، والسعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>