للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثير من السؤال اشتياق … كثير من رده تعليل (٢٢٦)

والله سبحانه هو المحمود والمأمول بها (٢٢٧) الكرم والجود، أحمده إليك علانية وسرا، وأتبتل إليه ثناءًا وشكرًا، وقد ورت عقيلة الكرم، والنثر الذي هو نثارها، وتوطية القسم، فخلا بها القلب الوجل، والذهن الخجل وتلقاها البال بالإقبال، وأحلها الخاطر، في بيت الود عامر (٢٢٨) حتى كانت درياق الاشتياق، وعلاج الانزعاج وبهجة المحاضر، وأنس المقيم والمسافر، كيف لا وهي عذب الشمائل، وشمول الفضائل، تيمة المعاني (٢٢٩) وقوية المباني، قد صرحت بجلَّذان، عن فضلك المصان:

بكر فكر تزف أنجب من أم … البنين التي من الأصلاب

من لدى المعي جوهر عقل … وهي منه عنوان ذاك الكتاب

فأكرم بخريدة خدرها، ودمية قصرها، في أبناء عصرها، عرضت للاستماع، وتهذيب الطباع، فهي بين الأنام، تطلب مَهْرَ قطام (٢٣٠) لعلو المقام، فتكبر أن تسرح إلا في محاسنها النواظر، وتمتع إلا من معناها البصائر فما برحت في ذلك المجال، تخطر في قدر الشعر وتختال، وينشدها لسان الحال.


(٢٢٦) هذا البيت للمتنبي.
(٢٢٧) لعل الأصح أن يكون "به".
(٢٢٨) لعل الأصح أن يكون "العامر".
(٢٢٩) لعل الأصح أن يكون "يتيمة".
(٢٣٠) قطام هي المرأة الخارجية التي اشترطت على عبد الرحمن بن ملجم قتل علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه - مهرًا لها - وكانت فائقة الجمال - انظر: كتاب "علي بن أبي طالب" لكاتب هذه السطور.

<<  <  ج: ص:  >  >>