للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان عندما يضطر إلى البقاء طيلة نهارة في جدة لم يكن له بيت يأوي إليه بعد الغذاء ولا فندق يذهب إليه ليرتاح بعض الوقت لكي يستأنف عمله بعد ذلك، فكان يفترش المكاتب الحديدية في فرع مديرية الزراعة بجدة جاعلًا ذراعه وسادة لرأسه، وذلك حتى لا يغريه الفراش الناعم الوثير بإطالة فترة راحته.

وعندما يكون في البادية لا تختلف معيشته في نومه وطعامه مع معيشة أهل البادية بخشونتها وقسوتها (١).

[مدارس تحفيظ القرآن الكريم]

كان الشيخ صالح قزاز من أوائل الرجال الذين ساهموا في تأسيس مدارس تحفيظ القرآن الكريم التي بدأت في سنة ١٣٨٢ في مكة المكرمة، ثم انتشرت في جميع أرجاء المملكة، ولم يكتف الشيخ صالح قزاز بالمساهمة فيها بجهده. ولكنه ساهم كذلك بماله، فأوقف عليها عمارة في محلة الشامية بمكة المكرمة تساهم غلتها في واردات الجماعة، يقول الدكتور حسن محمد باجوده، رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى، والأمين العام لجماعة تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة ما يلي:

نستطيع أن نقول أن كل إمام يؤم المسلمين حاليًا في مكة المكرمة، وبخاصة في شهر رمضان في صلاتي التراويح والقيام والجماعة لتحفيظ القرآن الكريم في مساجد مكة وفيها ما يزيد على ستمائة شاب يؤمون المسلمين في ليالي رمضان نقول:

أن للشيخ صالح قزاز بفضل الله تعالى يدًا على هؤلاء.

ونستطيع القول ذاته عن كل الذين حفظوا القرآن الكريم في جماعة تحفيظ القرآن الكريم وفي العديد من جهات المملكة.

ويبدو هذا الأمر على حقيقته عندما نستعرض جهوده رحمه الله في سبيل النهوض بهذه الجماعة سنة ١٣٨٢ هـ، وكان رئيس هذه الجماعة الشيخ محمد يوسف سيتي الباكستاني الجنسية صاحب هذه الفكرة، وقد تبنى هذه الجماعة عدد من الرجال الأفاضل ومنهم الشيخ محمد صالح القزاز يرحمه الله.

ويواصل الدكتور باجوده حديثه فيقول:

هذا الرجل جعل كل نشاطه بعد نهاية خدمته للأمانة - أمانة رابطة العالم الإسلامي - جعل كل همه أن يخدم القرآن الكريم، فلقد كان في المملكة جماعة مكة، وترتبط بها الجماعات الأخرى في جدة والطائف والرياض، وبلجرشي والليث وغيرها، وكانت المساعدات التي تتدفق على جماعة مكة تنال تلك الجماعات حظها منها.

الشيخ صالح رحمه الله وجه الجماعة وجهة الحفظ للشباب ترتيلًا بقصد أن يأتي الشباب صلاة الجماعة في المحاريب.


(١) جريدة عكاظ العدد ٨٢٥٦ في ٨ رجب ١٤٠٩ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>