إعجاب سعد بالعقاد كبيرًا حتى لقبه بالكاتب الجبار، وقد أشار العقاد إلى هذه التسمية في رثائه لسعد حيث يقول في قصيدة طويلة مطلعها:
أمضت بعد الرئيس الأربعون … كيف بالله إذًا تمضي السنون
ويخاطب العقاد سعدًا فيقول:
أنا جَبَّارُكَ لا تعهدني … ذلك الجبار في الدمع السخين
أصدر العقاد كتابه في الوقت الذي ثار الخلاف بين زعيم مصر مصطفى النحاس باشا، وبعض أعضاء الوفد بزعامة الدكتور أحمد ماهر والنقراشي باشا، وانضم العقاد إلى المنشقين على النحاس والذين ألفوا فيما بعد حزبًا جديدًا سموه الحزب السعدي نسبة إلى اسم الزعيم سعد زغلول.
وفي الوقت الذي كان يأمل فيه العقاد أن يتخاطف الناس كتابه عن سعد زغلول، كان العداء بينه وبين النحاس باشا وأعضاء الوفد قد استشرى فأثر هذا العداء على الكتاب، وربما امتنع الكثيرون من أعضاء الوفد وأشياعهم عن شراء الكتاب خشية إغضاب النحاس باشا.
في هذا الوقت بالذات وصل العطار إلى مصر وزار العقاد في بيته وعرف الموقف بالنسبة للكتاب، والحالة النفسية التي يتعرض لها العقاد بسبب الخصومة مع النحاس باشا.
يقول العطار:
خرجت من منزل العقاد وذهبت لزيارة الشيخ عبد الله السليمان الحمدان وزير المالية السعودية الأسبق الذي كان يزور مصر وذكرت لمعاليه أن الأستاذ/ عباس محمود العقاد قد أصدر كتابا قيِّمًا عن زعيم مصر الراحل سعد باشا زغلول، ولم يخرج العطار من مجلس الشيخ عبد الله السليمان إلا وفي يده مبلغًا لعله مائتي جنيه مصري وكان الجنيه في ذلك الزمان جنيهًا ورجع إلى العقاد ليسلمه المبلغ ويخبره أن الشيخ عبد الله السليمان الوزير السعودي يقدمها لشراء كمية رمزية من كتاب سعد زغلول وسُرَّ العقاد كثيرًا بهذه البادرة التي قام بها العطار، فأثَّرتْ في نفسه أعظم تأثير، وكانت هي البداية للصداقة الحميمة بين الرجلين.
[العطار ينتصر للعقاد]
ولقد كان إعجاب العطار بالعقاد عظيمًا إلى حدِّ أنه كاد أن يحرج الشيخ محمد سرور الصبان مع الدكتور طه حسين بسبب انتصاره للعقاد ضد طه حسين، وتفصيل الموضوع أن معالي الشيخ محمد سرور الصبان يرحمه الله أقام في منزله بمكة المكرمة حفلًا لتكريم الدكتور طه حسين الذي حضر للزيارة أو للحج في ذلك العام، ودعى لهذا الحفل علماء المملكة وأدباءها وكثيرًا من الحجاج الزائرين للبلاد المقدسة.