للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطبعَة المَاجديَّة

وكان الشيخ ماجد كردى من أوائل الناس الذين فكروا في تأسيس المطابع في الحجاز وفى مكة بصورة خاصة وله بحت قيم عن تاريخ المطابع نشر بجريدة أم القرى وكتب عنه كتابة مطولة الأستاذ عثمان حافظ في كتابه نشأة الصحافة وتطورها في الملكة العربية السعودية.

نعم لقد رأى الشيخ ماجد كردى بما وهبه الله من بصيرة نافذة أن نشر العلم يجب أن يستند إلى وسائل تتيح تعميمه وتيسيره للناس ولما كان الكتاب هو وسيلة نشر العلم وكانت الكتب في الماضي تعتمد على نسخ النساخ أو نسخ طلبة العلم أنفسهم فإن هذه الوسيلة البطيئة لم تعد قادرة على إشباع نهمة الطلاب الذين يتكاثرون وخاصة مع انتشار المدارس وتكاثر عدد الطلاب فقام أولًا بشراء مطبعة شمس الحقيقة الموجودة بمكة والمؤسسة عام ١٣٢٧ هـ ولكنه وجد أن هذه المطبعة قديمة ولا تقوم بإنجاز ما كان يطمح إليه، فاستورد المطبعة الماجدية إلى مكة المكرمة، حدثنى ابنه الشيخ عادل ماجد كردى كضو مجلس الشورى قال حينما قام الوالد باستيراد المطبعة الماجدية واجه صعوبات جمة في نقلها إلى مكة المكرمة فإِن الأجهزة التي تتألف منها الطبعة ثقيلة الحجم ولم تكن هناك السيارات ولا الرافعات فإِن عصر السيارة لم يكن قد حان في الحجاز ولم تكن هناك وسيلة للنقل سوى الجمال والخيل والبغال فاختار الوالد أن تكون البغال هي وسيلة النقل إلى مكة لما تتمتع به من قوة على حمل الأثقال، ومع ذلك فإِن حجم الطبعة كان أثقل من أن تتحمله البغال في طريق صحراوى رملى غير معبد، فكانت البغال تنوء بحملها الثقيل وبعضها بضعف عن مواصلة الحمل والبعض الآخر ينفق

<<  <  ج: ص:  >  >>