للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى من كتاب تاريخ عمارة المسجد الحرام لم أكن أقدر أن الكتاب سيستهوينى إلى حد إكمال جميع صفحاته كنت أقدر أنني ساقرأ بعض الفصول قراءة تامة، وأمُرّ ببعضها مرورا عابرا ولكني لم أستطع الانفكاك من تأثيره علي.

[عمارة المسجد عبر التاريخ]

ولعل من المفيد أن نذكر في إيجاز الأدوار التاريخية لعمارة المسجد الحرام كما وردت في كتاب الشيخ حسين باسلامة.

أن العماير التي تمت في المسجد الحرام عبر التاريخ كان معظمها يتم لظهور الحاجة إليها ولقد كانت مساحة المسجد الحرام محددة منذ أن بنى قصي بن كلاب الذى وحد قبيلة قريش مند أن بنى البيوت حول الكعبة إذ كانت الكعبة في المكان الذى بناها فيه الخليل إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل وكان ما حولها فضاءا يخلو من البناء فكان الناس يطوفون حول الكعبة وكانت قبائل قريش تسكن بعيدا عنها، فلما آل حكم مكة إلى قصي بان كلاب بنى الدور حول الكعبة وبهذا تحددت المساحة المحيطة بالكعبة بهذه الدور لأول مرة في التاريخ.

وأول توسعة تمت للمطاف كانت في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في العام السابع عشر للهجرة الذى رأى ضيق المطاف بعد أن ازداد عدد المسلمين فاشترى الدور المحيطة بالمسجد ووسع المطاف وجعل له أبوابا لدخول الطائفين إليه، وتبعه في ذلك الخليفة الراشد عثمان بن عفان وزاد على الزيادة في مساحة المطاف بناء رواق مسقوف في المسجد للغرض الذى أجريت توسعة المطاف من أجله وهو زيادة المساحة للمصلين والطائفين وتمت هذه الزيادة في العام السادس والعشرين للهجرة.

ثم جاء عبد الله بن الزبير في سنة ٦٤ للهجرة فزاد في المسجد زيادة عظيمة من جهاته الشرقية والجنوبية والشمالية واشترى دورا كثيرة بذل فيها مالا كثيرا وأدخلها في المسجد الحرام كما سقف المسجد وجعل فيه أعمدة الرخام وبلغت المساحة في

<<  <  ج: ص:  >  >>