للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولسنا بسبيل دراسة هذه المؤلفات أو نقدها، فليست الدراسة والنقد من أغراض هذه الترجمة المراد منها إعطاء صورة عن الشخصية التي تتحدث عنها وعن ملامحها البارزة.

لم يكن الساسي رحمه الله أديبا مبدعا ولكنه كان يعشق الإبداع، ولم يكن شاعرا ولكنه كان يحفظ روائع الشعر، ويرويها وهذه ميزته العظمى التي ظهرت في ما جمع من آثار في هذه المؤلفات التي ذكرنا أسماءها قبل.

وإذا قرأت ما كتب الساسي أو كنت ممن يستمعون إليه حين يتحدث فستخرج بفكرة واحدة عنه هي حماسه العظيم للأدب والفكر، ولروائع الشعر وكان إذا انفعل تدافعت الكلمات في فمه لتنطلق من بين شفيته في سرعة وحماس وقد ظل هذا الحماس ملازما له طيلة حياته وبسببه أخرج ما أخرج من مؤلفات تجمع آثار الشعراء والأدباء، لهذا فإننا قبل أن نتحدث عن أهم مجموعة أخرجها للناس وهي الموسوعة الأدبية التي صدر منها حتى الآن ثلاثة أجزاء الأول والثانى منها على نفقته وهو محدود الموارد وقام النادى الأدبي في الطائف بطبع الجزء الثالث منها، وحديثنا عن الموسوعة الأدبية هذه هو لإعطاء القارئ فكرة موجزة عن محتوياتها وعن الجهد الذى بذله الساسي رحمه الله في جمعها وإخراجها، سنتحدث أولا عن كتابين للساسي أحدهما شارك في تأليفه والآخر قام وحده بعبء تأليفه وإخراجه.

[نفثات من أقلام الشباب الحجازى]

هذا الكتاب كما يدل عليه اسمه نفثات من أقلام الشباب الحجازى اشترك في جمعه وتأليفه مع الساسي الصديقان السادة هاشم يوسف الزواوى وعلى حسن فدعق، ولعل نصيب صديقنا الأستاذ السيد هاشم في الجهد كان أوضح كما يظهر ذلك من المقدمة التي كتبها المرحوم الشيخ محمد سرور الصبان لهذا الكتاب الذى طبع في أوائل عام ١٣٥٥ هـ.

والكتاب مقتصر على نشر آثار طبقة معينة من الأدباء كانت في ذلك الزمان تضع خطواتها الأولى في الطريق الطويل، لتظهر في دنيا الفكر وبين حملة الأقلام،

<<  <  ج: ص:  >  >>