الآراء في شأن ذلك، وأرسل الوزير التركي في جدة يطلب الرسول ليقتله، وامتنع الشريف مسعود عن تسليمه، وقال: إني سأحافظ عليه إلى أن أكتب إلى دار الخلافة وأتلقى جوابها، ولم يرض الوزير التركي، وشعر الشريف مسعود أنهم يتهمونه بالميل إلى المذهب الجعفري فأمر بلعن الرافضة ليبرئ ساحته، وقد صدر أمر الخليفة بعد ذلك بتسليم رسول ملك العجم إلى أمير الحج الشامي ليوصله إلى دار الخلافة في تركيا فسلمه الشريف مسعود إليه (١٢٠).
[محنة الشيعة]
وصلت قافلة حجاج الشيعة سنة ١١٤٣ هـ متأخرة فلم تدرك الحج، وأقام الحجاج الشيعة في مكة ليحجوا في السنة التالية ١١٤٤ هـ، فزعم بعض العامة أنهم وضعوا النجاسة في الكعبة المعظمة، وثاروا لذلك، وثار بثورتهم العسكر، وقصد الثائرون القاضي، فهرب من فتنتهم، ثم قصدوا بيت المفتى فأخرجوه من بيته، كما أخرجوا غيره من العلماء ذوي الهيئات، واجتمعوا عند وزير أمير مكة الشريف محمد بن عبد الله بن سعيد، وطلبوا من الوزير إقامة الدعوى، دون أن يعينوا خصمًا معينًا، ثم استطاعوا أن ينتزعوا أمرًا من الوزير بإبعاد الشيعة من مكة وخرجوا إلى السوق ينادون بطردهم، ونهب بيوتهم، وذهبوا في اليوم التالي إلى بيت القاضي وطلبوا منه التوسط لدى الأمير بتأييد الأمر الصادر من الوزير بإبعاد الشيعة، فامتنع الأمير ثم اضطر إلى مجاراتهم خوف الفتنة العامة.