للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حصيلة الضرائب بجدة تنقل إلى مصر]

وكان المتحصل في هذه السنة من عشور بندر جدة ما ينوف على سبعين ألف دينار ذهب حملت إلى خزينة مصر (١).

[السلطان الأشرف برسباي أول من فرض المكوس بجدة]

ونقل السنجاري عن ابن فهد أن السلطان الأشرف برسباي هو أول من فرض العشور بجدة في سنة ٨٨٤، وأورد الخبر عن وصول المراكب الهندية وعددها أربعة عشر مركبًا موسوقة بالبضائع من الهند، وكان قائد المراكب الهندية إبراهيم الناخودة، وأرسل السلطان مع سعد الدين بن إبراهيم الذي تولى استلام الغشور الأمير رأس نوبه أونبغا وشاد الديوان شاهين العثماني.

يقول ابن فهد:

وصار قطر جدة وظيفة سلطانية يخلع على متولِّيها ويتوجه إليها في كل سنة أوان ورود المراكب إليها متولٍّ جديد، يأخذ ما على التجار من العشور، ويحضر بها إلى القاهرة، وبلغ ما حمل إلى الخزانة من ذلك سبعين ألف دينار ذهب.

وقد علَّق القطب الحنفي على ما ذكره ابن فهد فقال:

وزادت هذه المظلمة في زماننا حتى صاروا يأخذون من الوارد ما يزيد على العشر بكثير.

وعلَّق السنجاري على ذلك فقال:

وفي زماننا هذا زادت زيادات كثيرة وصار صاحب جدة يأخذ ما يريد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، انتهى ما في تاريخ السنجاري (٢).

أقول: ذكر ابن اياس في كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور شيئًا عن المكوس التي فرضها السلطان برسباي على جدة، فذكر أنها كان في سنة ٨٢٨ وليس في سنة ٨٨٤ كما ذكر ابن فهد لأن برسباي تسلم السلطنة سنة ٨٢٥ (٣).

[تعليق ابن فهد على فرض المكوس]

قال ابن فهد بعد ذكر هذه الواقعة:

فجاء للناس ما لا عهد له - به - قبله، فإن العادة لم تزل من قديم الدهر، في الجاهلية والإسلام أن الملوك تحمل الأموال الجزيلة إلى مكة لتصرف في أشرافها ومجاوريها فانعكست الحقائق وصار المال يحمل من مكة ويلزم أشرافها بجمله.


(١) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٦٧٠.
(٢) إفادة الأنام مجلد ٢ ص ٦٧٠/ ٦٧١.
(٣) بدائع الزهور ج ٢ ص ٩٦/ ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>