للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عهد جلالة المغفور له الملك عبد العزيز ولم يكن السيد صالح رحمه الله رئيسا عاديا ولكنه كان شخصية مؤثرة فالرجل طالب علم منذ نشأته وهو بحكم مركزه الاجتماعي من دعاة الإصلاح والتنظيم، فلم يكن يكتفي بإدارة جلسات المجلس وإنما كان يشارك في المناقشات ويؤثر فيها بشخصيته القوية الحازمة فكان بعمله هذا يضفي على مناقشات المجلس حيوية دافقة تجعلها ذات قوة وتأثير (ولعل أستاذنا الكبير الشيخ أحمد إبراهيم الغزاوي النائب الثاني لرئاسة المجلس حاليا يحدثنا عن المجلس وتاريخه بحكم خبرته العملية الطويلة وخاصة عن ذكرياته فيه بكل معجب وطريف مد الله في حياته وأسبغ عليه أثواب الصحة والعافية).

إلغَاء الكوشَان

حينما سمح الملك عبد العزيز بدخول السيارات إلى الحجاز لأول مرة فرضت الدولة رسما مقداره أربعة وثلاثون قرشا ذهبا "ما يساوي ثلث الجنيه" للسفر إلى مكة المكرمة، ورسما آخر لعله يكون جنيهين للسفر إلى المدينة المنورة - وكنت ذكرت قبلا أن واردات الدولة قبل ظهور الزيت كانت تتألف من الجمارك ومن هذا الرسم الذي كان يسمى الكوشان والذي كان مفروضا على الأهالي كما كان مفروضا على الحجاج - ولعل كلمة الكوشان من أصل تركي تؤدي هذا المعنى - نقول إن هذا الرسم أو هذه الضريبة فرضت مع السماح بدخول السيارات إلى المملكة واستعمالها فقد كانت ممنوعة في العهد الهاشمي كما أسلفنا إذ كانت سياسة الشريف الحُسين بن على تتلخص في أن إدخال السيارات إلى البلاد تستنزف ثرواتها فهو يعتبر أن الجمل هو الوسيلة المثلى للنقل من الناحية الاقتصادية لأن البادية وهي تكون سواد الشعب إنما تعيش على الجمل في حين أن السيارات تحتاج في وقودها وصيانتها وإدارتها إلى الخارج وهو أمر يستنزف ثروات البلاد بينَما أن

<<  <  ج: ص:  >  >>