للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمل يحفظ ثروة الأمة داخل حدودها، ولهذا فلم يكن في العهد الهاشمي أي نوع من السيارات يسمح به باستثناء سيارة الملك نفسه، قالوا وكان في مكة المكرمة ثري كبير اسمه السيت جان كندواني وهو من أصل هندي وكان يرغب في استيراد سيارة له فاستأذن الشريف الحسين في ذلك فلم يجب عليه بشيء فظن أن سكوت الشريف معناه الموافقة فاستورد السيارة وحينما وصلت السيارة إلى مكة وأراد استعمالها تعرض له الصبية والسفهاء فقذفوها بالحجارة وأتلفوا بعض أجزائها ولما لم يجد من يعترض على هذا الأذى أدرك أن الشريف لم يوافق على استيراد السيارات ولن يوافق عليها وهكذا كان ونعود الآن إلى موضوع الكوشان فنذكر أن هذه الضريبة كانت مفروضة على السفر إلى كل من مكة والمدينة المنورة فلما تم توحيد المملكة كان بقاء هذه الضريبة رغم أهميتها للدولة لاختصاصها بالمدينتين المقدستين غير مستساغ، قالوا وكان أول من طالب بإلغائها في المدينة المنورة هو المرحوم الشيخ سعود دشيشة نائب المدينة المنورة في مجلس الشورى حيث خاطب الملك عبد العزيز بما معناه إنك يا طويل العمر قد وحدت هذه المملكة وآخيت بين الرعية فلماذا يدفع أهل المدينة ضريبة كلما أرادوا أن يعودوا إلى مدينتهم حينما يخرجون منها فرفع جلالته الضريبة عن أهل المدينة المنورة وفي الحال تقدم السيد صالح شطا إلى جلالته قائلا إن نائب المدينة طلب إعفاء أهلها من الضريبة وأنا أتقدم باسم أهالى مكة المكرمة لطلب إعفائهم منها وقد استجاب جلالة الملك عبد العزيز لطلبه فألغيت هذه الضريبة أو ألغى رسم الكوشان عن الأهالي وبقي مفروضا على الحجاج إلى أن تم إلغاؤه في عام ١٣٧٠ هـ، وهكذا أثبت السيد صالح شطا رحمه الله أنه كان رجل مكة المكرمة ونائبها بحق فلقد كان الرجل رغم مناصبه العظيمة يعيش مع الناس يتحسس آلامهم ويتفهم مشاكلهم وكانت داره مفتوحة لاستقبال الناس طيلة النهار وصدرا من الليل يفد إليها الوافدون لا

<<  <  ج: ص:  >  >>