للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسين بن عَلي سَرحان

بدوي الطلعة، أصفر الوجه، نحيف البدن، كبير الرأس، أقرب إلى القصر منه إلى الطول، حليق اللحية والشارب والعارضين، تبدو في وجهه سيماء الشموخ، وليس هو بالمتعالي ولكنه لا يحفل بما تعارف عليه الناس من احتفاء بالمظاهر، وإكبار للمناصب فهو يعيش في دنيا خاصة من أفكاره.

ولد بمكة المكرمة سنة ١٣٣٤ هـ أو سنة ١٣٣٢ هـ على اختلاف بين الروايتين.

وتلقَّى تعليمه الابتدائي في الكتاتيب في المعابدة، ثم انتقل للدراسة في المسجد الحرام على يد الشيخ محمد العلي التركي، فمكث عدة أشهر يتلقى عنه دروسه في الفقه والتفسير والفرائض، وبعض علوم اللغة العربية، ثم أشار عليه الشيخ التركي بالانتظام في مدرسة الفلاح، فالتحق بها، وبقي بها لمدة عام ونصف العام من عام ١٣٤٨ - ١٣٤٩ هـ، وترك المدرسة وهو في الصف السابع الابتدائي دون أن يحصل على الشهادة الابتدائية (١).

قرأ حسين سرحان الكثير من أمهات الكتب العربية شعرًا ونثرًا، وقد استقبلني في بيته بمكة في محلة المعابدة في مجلس تكتظ رفوفه بالكتب، فأدركت لأول وهلة أن حسين سرحان أديب يستمد ثقافته من منابع الأدب العربي الأصيل، وكان هذا اللقاء في أواخر الخمسينات وهو في الرابعة والعشرين من العمر، وكان إلى جانب هذا وذاك يطالع الصحف ويقرأ أحدث ما تخرجه المطابع من مؤلفات أدباء العصر، فكان يجمع في ثقافته بين قديم الأدب وحديثه (٢). وكان للبيئة التي يعيش فيها تأثيرها في تكوين شخصيته فهو كما جاء في التعريف به في آخر مؤلفاته ينتسب إلى قبيلة الروسان من المراوحة من طفيح من برقا من عتيبة من هوازن (٣).


(١) شعر حسين سرحان دراسه نقدية ص ١٥/ ١٩.
(٢) حديث عبد الله بلخير بجريدة عكاظ بتاريخ ٨ ذي القعدة ١٤١٣ هـ.
(٣) الصوت والصدى التعريف بالشاعر في الغلاف الأخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>