ذكرنا في الجزء الثاني من أعلام الحجاز شيئًا عن أسوار مكة، وقد ذكر الشيخ/ عبد الله الغازي في إفادة الأنام أسوار مكة بتفصيل أوفى نورده فيما يلي:
[سور المعلاة]
كانت مكة في قديم الزمان مسوَّرة، فجهة المعلاة كان بها جدار عريض من طرف جبل عبد الله بن عمر إلى الجبل المقابل له، وكان فيه باب من خشب مصفح بالحديد، أهداه ملك الهند إلى صاحب مكة، يقول صاحب الأعلام الذي نقل عنه الغازي.
وقد أدركنا منها - من الجدار - قطعة جدار كان فيه ثقوب للسيل، قصير دون القامة وكان صنع باب السور "بكتباية" من بلاد الهند في سنة ست وثمانين وسبعمائة، وأهدى للسيد/ أحمد بن عجلان - أمير مكة في ذلك الزمان - وركَّبه على باب المعلاة عنان بن مغامس بن رميثة في سنة تسع وثمانين وسبعمائة، لما ولى أمرة مكة بعد مقتل محمد بن أحمد بن عجلان.
ثم أُحرق ذلك الباب بالنار حتى سقط على الأرض، وهدم كذلك عدة مواضع من سور باب المعلاة من جانبه، وسبب ذلك أن جند السيد/ رميثة بن محمد بن عجلان منعوا جند عمه السيد حسن من دخول مكة، لما ولى أمر مكة عَوَّضَ رميثة في ثامن عشر من رمضان في هذه السنة، فقام بعض جنود السيد حسن بهدم عدة مواضع من السور كما قاموا بإحراق باب السور حتى سقط إلى الأرض.
ثم أمر السيد حسن ببناء ما تهدم من السور، وعوَّض عن الباب المحترق بباب جديد انتزعه من بعض دوره بمكة، وكان الباب الجديد يقل عن الباب المحترق في الحجم فزيد فيه حتى تم إكماله، ووضع في مكانه من السور في ثاني عشر ذي القعدة من العام المذكور.
[سور الشبيكة]
وكان في جهة الشبيكة سور ما بين جبلين متقاربين بينهما الطريق السالك إلى خارج مكة