للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أموال وجمارك جيزان وأخذ ينتدب الرجال المشهود لهم بالقدرة والكفاءة لإِدارة هذه المراكز وتأسيسها وتثبيت قواعدها، وكان يلقى من جلالة الكلك عبد العزيز تأييدا كبيرا وثقة كاملة فاستطاع بهذا التأييد وبهذه الثقة أن ينهض بالأعباء الضخمة التي وكل إليه أمرها فكان رجل الدولة وواحدها في ذلك الزمان، ولقد بلغ من ثقة جلالة الملك عبد العزيز فيه أنه كان يدخل كل صباح مهجع جلالته دون استئذان، وللتاريخ فإن عبد الله السليمان كان رجلا يتميز بالإِخلاص التام في خدمة الدولة حتى أنه يعتبر من أكبر العاملين في تأسيسها.

الملك فيصَل وَعَبْد الله السُّليمان

حدثنى المرحوم الشيخ إبراهيم السليمان بن عقيل رئيس ديوان صاحب السمو الملكى النائب العام لسنوات طويلة - السفير السعودى بالقاهرة فيما بعد - قال جاء الشيخ عبد الله السليمان مريضا إلى مصر وذهب إلى مدينة حلوان للاستشفاء وكان سمو الأمير يقصد الأمير فيصل رحمه الله - إذ ذاك في القاهرة وعلم بالأمر فقال لى أنه سيذهب لزيارة عبد الله السليمان في حلوان ولكنه طلب منى أن أكتم أمر الزيارة لأنه يريد أن يفاجئه بها فلو علم عبد الله السليمان بأن فيصل سيزوره لسارع هو إلى ترك المصحة، وبدأ سموه بالزيارة فكتمت الأمر وفى أصيل ذلك اليوم ذهبت بمعية سموه إلى حلوان وفوجئ عبد الله السليمان بزيارة فيصل فبكى من التأثر وقال لسموه أنت فيصل بن عبد العزيز تحضر لزيارتى وما أنا إلا خادم لأبيك. قال الشيخ إبراهيم السليمان ولكن فيصل طيب خاطره وقال له إنك من بناة الدولة - والذين يعرفون الملك فيصل رحمه الله يعرفون أنه في مثل هذه المواقف إنما يزن كلامه بميزان الذهب والواقع أن الرجلين يمكن أن يطلق عليهما أنهما من بناة الدولة رحمهما الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>