حينما يكتب تاريخ الأدب والصحافة في هذه البلاد يستطيع المؤرخ أن يربط ولادة الأدب الحديث بظهور المطبوعات التي أصدرها المرحوم الشيخ محمد سرور الصبان في أوائل العهد السعودى في الأربعينات وهي أدب الحجاز والمعرض وخواطر مصرحة للأستاذ محمد حسن عواد ثم بجريدة صوت الحجاز التي أصدرها الشيخ محمد صالح نصيف عام ١٣٥٠ هـ وإذا كانت المطبوعات التي أصدرها الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله والمذكورة آنفا هي إيذان بولادة الأدب الحديث في هذه البلاد فإن ظهور صوت الحجاز واستمرارها لسنوات طويلة وحتى الآن مع تغيير اسمها الذى سنتعرض له فيما بعد، نقول أن ظهور صوت الحجاز هو التعبير المستمر عن نشوء هذا الأدب الوليد ونمائه وانتشاره فلقد كانت صحيفة صوت الحجاز أول صحيفة تصدر في هذه البلاد محررة بأقلام أبنائها، ومما يلفت النظر أن صحيفة صوت الحجاز إنما صدرت بتوجيه من جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله وقد بعث اليَّ الأستاذ محمد خليل عنانى مدير فرع رابطة العالم الإسلامي بجدة نص الكتاب المرفوع إلى جلالته في هذا الصدد والذى استخلصت منه هذا التوجيه وهذا نصه:
(صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، في تاريخه أدناه اجتمع الموقعون على هذا تحت إشراف الشيخ عبد العزيز الرشيد للنظر في إصدار جريدة يومية حسب الإِرادة الملكية التي بلغت إلينا بواسطة الأستاذ المذكور وقد قررنا انتخاب الأستاذ فؤاد شاكر ليكون مديرًا مسؤولا لهذه الجريدة ورئيسا لتحريرها ولأجل