للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في جدة، وقد استدعى ما حدث السعي لإنقاذ الكعبة بإحضار مال عاجل من جدة فأرسل إلى صاحب مصر فيها فبعث خمسمائة دينار بصورة عاجلة.

[استفتاء الشريف علماء مكة في إصلاح الكعبة]

وقد حضر الشريف مسعود أمير مكة إلى المسجد الحرام وحضر لحضوره علماء البلد الأمين وأعيان الناس ومندوب من صاحب مصر فسأل أمير مكة العلماء الحاضرين الفتوى في إصلاح ما وهى من الكعبة وهل يجوز استعمال مال الكعبة في إصلاحها - والمقصود بيع القناديل الثمينة التي تحتويها خزانة الكعبة وغيرها مما أهدى إلى الكعبة - أم لا يجوز، ووجه السؤال مكتوبا إلى العلماء وعين لهم مكانا خاصا في باب الرحمة وقد اجتمع العلماء وتداولو الأمر ثلاثة أيام رجعوا فيها إلى المراجع الفقهية ثم أجابوا على السؤال بأن تعمر الكعبة من مالها، كما يجب المبادرة إلى العمارة ممن له أمارة على الحرمين الشريفين وأن المخاطب بهذا هو السلطان مراد خان ثم نائبه الشريف مسعود أمير مكة.

وقد جهز أمير مكة وفدا للسفر إلى مصر لمقابلة صاحب مصر وعرض الأمر عليه مصحوبا بفتاوى العلماء وشهادة أعيان مكة لرفع الأمر إلى السلطان مراد خان.

[تنظيف المسجد وإحاطة الكعبة بسور من الأخشاب]

وفى نفس اليوم أمر الشريف مسعود المهندسين والفعلة بمباشرة تنظيف المسجد الحرام وباطن الكعبة مما أصابها من الأحجار والوحول المتراكمة، ووصلت من والي جده خمسمائة دينار أخرى لصرفها كذلك على التنظيف والإصلاح الابتدائى. وقد استغرف تنظيف المسجد الحرام مما أصابه من الوحول ما يقرب من شهر كامل فتم تنظيف المسجد والكعبة ثم أحيطت الكعبة بستارة من الخشب بعد إحضاره من جده وغيرها، وأمر الشريف مسعود بعمل ثوب أخضر كسيت به الأخشاب المحيطة بها ودخل الأمير إلى داخل الستار الخشبي فصلى في داخل

<<  <  ج: ص:  >  >>