للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من جهز صَرَّ النقود إلى مكة من سلاطين آل عثمان السلطان محمد خان بن السلطان يلدرم خان، وكانت ترسل من بلاد الروم قبل تولي آل عثمان أمر الحرمين، واقتفى أثره ولده السلطان مراد خان فكان يرسل أضعاف ما أرسله أبوه، فالسلطان بايزيد خان ضاعف الصدقة.

ولما آل الأمر إلى السلطان سليم خان أرسل الصدقات أضعاف ما كان يرسله أبوه (١).

وقال ابن فهد في حوادث سنة ست وثلاثمائة ما يلي:

وفي أيام المقتدر بالله وهي من سنة خمس وتسعين ومائتين إلى أواخر سنة عشرين وثلاثمائة في وزارة حامد بن العباس، رتَّب علي بن عيسى بن الجراح لأن يحمل إلى الحرمين الشريفين وإلى المجاورين بهما، والى أرباب الوظائف بمكة والمدينة في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار وخمسة آلاف دينار وأربعمائة وستة وعشرين دينارًا.

هكذا قال الإمام السروجي في باب زكاة المال من كتاب الغاية في شرح الهداية (٢).

[السلطان نور الدين الشهيد أول من أرسل الطواشية إلى المدينة]

نقل الغازي عن أتحاف فضلاء الزمن بتاريخ ولاية بني الحسن ما يلي:

وفي سنة خمسمائة وسبع وخمسين حسَّنوا للسلطان نور الدين الشهيد أن يرسل بعض خدم طواشيته إلى المدينة المنورة، ليكونوا سدنة لقبر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وحرمه المحترم فاستحسن ذلك إلا أنه قال:

كيف نعمل شيئًا ما سبقنا عليه أحد من الخليفة - الخلفاء - قبلنا، فلم يزالوا به حتى وافقهم على ذلك، فجعل اثنا عشر طواشيًا لا غير، وشرط أن يكونوا حُفَّاظًا للقرآن، ولربع العبادات لذلك (٣)، وأن يكونوا أحباشًا فإن لم يكونوا فأروامًا، فإن عُدِمُوا فتكارنة، وإن لم يوجد فهنود، واستمر الأمر مستقيما مدة، ثم ما زال فقْدَ شيء بعد شيء، حتى صار الآن من الهنود، وصاروا عامية ليسوا بأهل علم، وكانوا اثنا عشر فعادوا فوق الأربعين، فسبحان من يغير ولا يتغير، وأنكروا علماء المدينة ذلك وألَّفوا في ذلك تأليفًا ولكن يد الخلافة لا تطاولها يد. انتهى (٤).

[المهدي العباسي يأمر بنفي المغنيين من مكة]

وفي سنة تسع وخمسين ومائة أوفي التي بعدها أمر المهدي بنفي كل من بمكة من المغنين ومنع فِتْيَتَها من الغناء، وأخرج كل من فيها من المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من


(١) إفادة الأنام مجلد ٣ ص ٦١/ ٦٢.
(٢) إفادة الأنام مجلد ٣ ص ٨٦/ ٨٧.
(٣) إفادة الأنام مجلد ٣ ص ٩٦/ ٩٧.
(٤) الجملة غير واضحة لعل المراد أن يكونوا على علم بالعبادات وأركانها.

<<  <  ج: ص:  >  >>