للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفاضل محمد أبي الخير مغلباي المدني سنة ١١٤٥ هـ والتى يبدأها بهذين البيتين وهما من شعر البيتي:

[مقدمة الرسالة]

وأزكى ما يخص به الأَخِلَّا … ويحمله الوداد مع النسيم

سلام نَشْرهُ مسكٌ ذكيٌّ … يروق كحسن أخلاق الكريم

يطلع عليه نسيم الصبا، ويطلع إليه عهد الصِّبا، وتنقل عنه الأزاهير، ما يعبر به العبير، فهو كأيام الربيع حسنًا، وتَبَسُّم الزمن حِسًّا ومعنى، آنس من الخليل، ودخول البرء على العليل، تتنافس فيه النفوس وهو لا عطر بعد عروس، أرق من الغمام، وشكوى المستهام، كأنه لطف النور في الديجور، أو إنعاش الراح للأرواح.

سرى بنافحه نيلوفر عبق … وسنان نَبَّه منه الصبح احداقا

متمسكا بتقبيل الأعتاب العلية، وهو ومثله من التحية، من مقام رفيع الجناب، القاصر عنه لسان الإطناب، نسيج وحده، وواحد فخره ومجده، القائم بذاته في الفخار الغني عن الوصف والتكرار، فضيل من تعقد عليه الخناصر، وتهتز له أعطاف المنابر، وهو لانفراده بالمفاخر كالمثل السائر، في الأوائل والأواخر، ليس به عيب سوى أنه لا تقع العين على شبهه، أجلَّ من ينسب إلى العزة ويُعْزَا، والجزء الذي لا يتجزى، ذو الفضل المأثور، والذكر المنشور أبو الخير المشهور، أطال الله عمره في السعادة وطول العز والسيادة، وبعد تعطير الطرس بغوالى ذكره، وتشريف الكلم بجوامع علاه وفخره، صدرا من مصدور الشوق، الذي شب عمره عن الطوق، من كثير السؤال، كثير الاشتغال بتفقد الأحوال:

<<  <  ج: ص:  >  >>