هاشم سلطان، وذات يوم لقيت أستاذنا الشيخ أحمد القاري وهو في طريقه إلى مدرسة الفلاح وأنا في طريقي إلى مالية جدة وكانت في مبنى الخزنة، وكان هذا المبنى يقع أمام باب جديد في مواجهة ميدان البيعة الحالي وكان يضم قائم مقامية جدة وإدارة المالية والمحكمة الشرعية وقد أزيل هذا المبنى بعد أن أصبح خربا وآل إلى السقوط.
وكان الشيخ أحمد رحمه الله يسكن في حارة الشام في مواجهة مبنى الخزنة المذكورة. لقيت الشيخ فوقفت أسلم عليه فسألني لماذا انقطعت عن الدراسة فأخبرته أن أهلي رغبوا لي أن أتوظف قال وما هي الوظيفة التي عملت بها قلت أني لا زلت ملازمًا - والملازم لا يتقاضى أي راتب - وقد يبقى بلا عمل إن لم يهتم به أحد من الموظفين أو يوصي عليه.
قال الشيخ حسنا، وقابلته مرة أخرى فاستوقفني وقال لي أنه وجد لى وظيفة حسنة وراتبها أربعمائة قرش ذهب وهي وظيفة معاون مأمور الحوالات والطرود بإدارة بريد جدة وقال لي اذهب إلى هناك وقابل الشيخ سالم ناظر مأمور الحوالات والطرود فقد حدثته في أمرك وهو محتاج إلى معاون له، شكرت الشيخ وقلت إني لابد لي الرجوع إلى والدي وخالي في الأمر فقال على بركة الله.
وهكذا أوجد لى الشيخ رحمه الله أول وظيفة عملت بها وأنا دون الخامسة عشرة وكانت في وقتها تعتبر أحسن ما يمكن أن يبدأ به موظف صغير مثلي، وهكذا أظهر الشيخ اهتمامه بتلميذ من تلاميذه يرحمه الله.
[مجلة الأحكام الشرعية]
هذا ولقد فوجئت كما فوجيء غيرى من الناس بالمرجع الشرعي الضخم الذى كرس الشيخ أحمد رحمه الله حياته لتأليفه، والذى قام على مراجعته وتحقيقه وشرح ما يتعلق به في الهوامش الضخمة كل من الدكتور عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان، والدكتور محمد إبراهيم أحمد علي الأستاذين المشاركين بجامعة أم القرى. وقامت -