للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موجة الحماس الأولى، وانصرافهم وإيثارهم للعافية، وتواكلهم بحيث يتركون زعيمهم وحيدًا في مواجهة الأحداث.

كما ترمز من جهة أخرى إلى ذكاء شيخ السوق الذي انتقم منهم بطلب المزيد من البقر حتى ينالوا جزاء تقاعسهم وخذلانهم.

وعلى أي حال فقد ظهر لي الآن أن هذه القصة الرمزية لها أصل تاريخي فيما أثبته مؤرخ مكة الشيخ عبد الله غازي ونقله عنه الأستاذ أحمد السباعي، ولا أستبعد حماس الناس في بقية القصة واندفاعهم للشكوى ثم تراجعهم خشية من عواقب إقدامهم على الشكوى من هذه البقرة أو هذا الفيل.

[الشريف عون يبيع حقوق الطوافية]

وفي عام ١٣١٨ هـ قسّم الشريف عون طوافة بلاد مصر وجاوة والهند والمغرب، وبلاد الأناضول وغيرها أقساما تسابق المطوفون إلى شرائها وبذلك ألغى سؤال الحاج عن مطوفه وألزمه بتبعية المطوف الذي اشترى حقوق الطوافة للبلاد التي يتبعها ذلك الحاج (٣٦٨).

يقول إبراهيم رفعت باشا صاحب كتاب "مرآة الحرمين" تعليقا على هذا التقسيم: تسابق المطوفون إلى شراء هذه الأقسام بأثمان باهظة ظنُّوها متناسبة مع أهمية المركز وثروة حجاجه، ولكن كثيرا منهم خسر في ذلك خسارة فادحة، إذ دفعوا في الأقسام أثمانا باهظة بلغت الخمسين جنيها وزادت، ولما حان الموسم لم يحصِّلوا مقدار ما دفعوا، ولكن قليلا


(٣٦٨) "تاريخ مكة" لأحمد السباعى: ص ٥٥٦ - ٥٥٧ نقلا عن مرآة الحرمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>