للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذرعًا بأمر هذه البقرة فاجتمعوا وقرروا أن يذهبوا إلى الشريف عون يشكون أمرهم حتى يصدر أمره بمنع هذه البقرة من الطواف في الشوارع فيكفَّ أذاها عنهم.

وتجمع خمسون من أصحاب الحوانيت لدى شيخ السوق وانطلق بهم الشيخ إلى قصر الشريف عون، ولكنهم أخذوا يتفلتون وهم في الطريق إلى القصر، فانصرف ما يقرب من نصف التجار في الطريق وحينما وصل شيخ السوق إلى قصر الشريف كان الباقون مع الشيخ عشرة أشخاص، وحينما صعد السلالم انصرف بعضهم، ولم يبق مع الرجل سوى رجلين آخرين، ولما وصل إلى مجلس الشريف ورأى شيخ السوق الشريف في صدر المجلس تسلل الرجلان الآخران فوجد شيخ السوق نفسه وحيدًا أمام الشريف، وحار الرجل في أمره، إن شكا باسم التجار فأين هم الشاكون؟ ومن نصبه زعيمًا عليهم، ومتحدثًا باسمهم؟ وهو يعرف ما سيواجهه به الشريف.

وكان الرجل ذكيًّا واسع الحيلة فأكبَّ على يد الشريف يقبلها ويطلب منه باسم أهل السوق بقرة أخرى أو أكثر لأن هذه البقرة مباركة، فهي لا تقف أمام حانوت من الحوانيت إلا ويفتح الله على صاحبه فيبيع في ذلك اليوم أضعاف ما يبيعه عادة، ولقد عرف تجار السوق لهذه البقرة هذه المزية فأخذوا يتنافسون عليها، كل يريدها لحانوته أولا لتناله بركاتها ..

والقصة كما كنت أتصورها قصة رمزية، تنعي على الناس اندفاعهم وحماستهم فيما يرون أنه حق لهم ثم تقاعسهم بعد أن تفتر

<<  <  ج: ص:  >  >>