للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في شوارع مكة يصحبه مروِّضه، وكان يصيِّف في الطائف إذا صيَّف الشريف عون (٣٦٦).

وهذا الذي أوجزه السباعى في شأن الفيل حقيقته: أن هذا الفيل كان ينطلق في شوارع مكة ويتوقف أمام حوانيت الأغذية كالبر والشعير والدخن والأرز وما إلى ذلك فيلتهم ما شاء الله له أن يلتهم ولا يستطيع أصحاب هذه الحوانيت له دفعًا أو منعًا، ومن ذا الذي يستطيع أن يمنع فيل الشريف من أن يأكل ما يشاء.

وكان من ضمن المؤاخذات التي أخذها علماء مكة على الشريف عون حكاية هذا الفيل الذي نال الناس من أذاه ما نالهم كما أخبرني بذلك الأستاذ حسين سراج بلسان والده الشيخ عبد الله سراج المعاصر للشريف عون .. والواقع أني أدركت الناس في مكة يتحدثون عن هذا الفيل كما يتحدثون عن بقرة الشريف عون، التي كانت تطوف بحوانيت تجار الأغذية فتلتهم محتويات الزنابيل ولا يستطع أصحاب هذه الحوانيت لها دفعًا أو منعًا، وقد أعجبتنى القصة التي كان يتناقلها الناس في مكة عن هذه البقرة واعتبرتها من القصص الشعبي الذي يستحق التسجيل، وكتبت عنها أقصوصة صغيرة نشرتها ضمن الأقاصيص الصغيرة التي نشرت في الطبعة الثانية من كتاب "البعث" (٣٦٧).

وتتلخص هذه الأقصوصة في أن تجار الأغذية في مكة ضاقوا


(٣٦٦) "تاريخ مكة" لأحمد السباعي: ص ٥٥٥.
(٣٦٧) البعث: مجموعة قصصية لمحمد علي مغربي: ص ٢٩ - ٣١ الطبعة الثانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>