للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن جبير ولولا ما تلافي الله به المسلمين في هذه الجهات الحجازية بصلاح الدين لكانوا من الظلم في أمر لا ينادى وليده لا يزجر شديده فإنه رفع ضرائب المكوس عن الحجاج وجعل عوض ذلك مالا وطعاما يأمر بتوصيلها إلى أمير مكة، فمتى أبطأت عنهم تلك الوظيفة المترتبة لهم، عاد هذا الأمير إلى ترويع الحاج بسبب المكوس واتفق لنا من ذلك أن وصلنا إلى جدة فامسكنا بها خلال ما خوطب مكثر الأمير المذكور فورد أمره أن يضمن الحاج بعضهم بعضا ويدخلوا إلى حرم الله فإن ورد المال والطعام اللذان برسمه من قبل صلاح الدين وإلا فهو لا يترك ماله قبل الحاج، ثم قال ابن جبير - والذى جعل له صلاح الدين بدلا من مكس الحاج الفى دينار والفي أردب من القمح وهو نحو الثمانمائة قفيز بالكيل الاشيبلي عندنا حاشا اقطاعات اقطعها بصعيد مصر وبجهة اليمن لهم بهذا الرسم المذكور، ولولا مغيب هذا السلطان العادل صلاح الدين بجهة الشام في حروب له هناك مع الأفرنج لما صدر عن هذا الأمير المذكور ما صدر في جهة الحاج. (١)

[أوليات في جدة]

[الفرنجة - القنصليات الأجنبية]

في سنة ١٢٥٢ هـ كان وصول أول قنصل انجليزي إلى جدة وتوطنه بها ونصبه أول علم للأجانب بها فكانت القنصليات الأجنبية في جدة تابعة لبريطانيا وفرنسا والنمسا وروسيا وهولندا وبلجيكا وإيران وكان للحكومة البولندية قنصلية في جدة وانقطعت العلاقة معها بعد استيلاء الروس على بولندا، أما العلاقة السياسية مع روسيا فقد بدأت في ١٦ فبراير سنة ١٩٢٦ م وانقطعت في سنة ١٩٣٨ م. (٢)

وكان للمسيحيين في جدة نظام خاص في لباسهم وتنقلهم كما يظهر في الفقرة التالية.


(١) "٥٥٨/ ٥٥٩ نفس المصدر - عن رحلة ابن جبير نفس المصدر - عن رحلة ابن جبير ٥٤/ ٥٥".
(٢) "٣٩٣/ ٣٩٨ نفس المصدر"

<<  <  ج: ص:  >  >>