للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: يبدو أن اتهام الشيعة بنجاسة الكعبة المعظمة، وصل إلى مسامع الناس فهاجت نفوسهم، وشاركهم العسكر في هذه الثورة النفسية، فخرجت الأمور من أيدي العقلاء وأولي الأمر، إلى أيدي العامة الذين تصرفوا مدفوعين بغيرتهم على الكعبة المعظمة، ولم يجد الأمير بدًّا من مجاراتهم مما يدل على أن الثورة على الشيعة شملت فريقًا كبيرًا ومؤثرًا من الناس في مكة.

وقد انتهى الأمر برحيل الشيعة إلى جدة والطائف انتظارًا لهدوء الفتنة، واستطاع أمير مكة أن يقبض على دعاة الفتنة، وأرسل إلى الهاربين فعادوا إلى مكة، ويقول مؤرخ مكة السيد زينى دحون نقلًا عن تاريخ الرضى: (أن ما حدث كان نتيجة لتعصب بعض أراذل الناس والأتراك، وأن أهل مكة الحقيقيين لم يكونوا راضين عن ذلك) (١٢١).

[دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب]

كانت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد ظهرت في نجد وشاع أمرها بين القبائل، وكثر المنضمون إليها وقد بعث النجديون إلى مسعود - أمير مكة الشريف مسعود بن سعيد - يستأذنونه في الحج ببعض جوعهم فلم يوافق على دخولهم، وندبوا بعض علمائهم فناظروا علماء مكة ولم ينتهوا معهم إلى وفاق (١٢٢).

أقول: امتد حكم الشريف مسعود بن سعيد لمكة في إمارته الثانية عشرين عاما من سنة ١١٤٥ - ١١٦٩ هـ، وقد ظل منع أمراء مكة


(١٢١) تاريخ مكة (ج ٢): ص ٤٢٢، ٤٢٣.
(١٢٢) نفس المصدر (ج ٢): ص ٤٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>