كانت ينبع محاطة بسور كما هو شأن المدن في تلك القرون وقد ورد في كتاب "ينبع" للشيخ حمد الجاسر أن ينبع كانت محاطة بسور أمر بهدمه الشريف سعد بن زيد صاحب مكة في سنة ١٠٧٩ هـ. وقد جُدِّد بناء السور في سنة ١١٢٦ هـ جدده عثمان أغا بأمر دار السعادة، وقد وصف إبراهيم رفعت باشا سور ينبع في القرن الرابع عشر فقال: ويحيط بها سور به باب محفور في الجهة الشمالية وهذا السور بناه دولة المشير عثمان باشا الحاكم العادل الذى منع الأعراب من الدخول في هذه البلدة مسلحين، بل يضعون سلاحهم في الخفر، ثم يدخلون ويأخذونه بعد الخروج، وهذا السور بنى في سنة ١٣٠٣ هـ (٢٥١).
أقول: وهذا يدل على أن ينبع كانت تتعرض لعدوان الأعراب، مما اضطر الدولة العثمانية أن تأمر بإعادة بناء السور، ومنع الأعراب من الدخول إلى البلدة بأسلحتهم.
هذا الذي نقلناه مما كتبه المؤرخون والرحالون عن ينبع في القرن الثاني عشر يقدم لنا صورة مرعبة محزنة عن حالة الأمن في طرق الحجاج، وتسلط الأعراب واختلاف الأمراء وهو العصر الذي عاش فيه الشاعر جعفر البيتي فوصف أحواله شعرًا ونثرًا، ونستطع الآن أن نقدم صورة جميلة تلطف من شعور القارئ إزاء الصور السابقة الكريهة، فقد وصف الشيخ النابلسى كرم امرأة عربية من عرب جهينة في بادية ينبع. فقال: