وكان التجار يتاجرون بالمياه في يوم عرفات في عام ٩٢٢ هـ فيبيعونه بأغلى الأثمان، وحججت في بعض السنين في خدمة والدى ففرغ الماء الذى كنا نحمله فاشتريت قربة صغيرة يحملها الرجل بإصبعه بدينار ذهب، يقول القطبى: فأمر سليمان باشا بإصلاح حنين حتى جرى الماء ودخل مكة، وانتهى إلى بركة ماجل في المسفلة، كما أصلح عين نعمان إلى عرفة سنة ٩٣١ هـ، وقد أُنشئت في عرفة بساتين ظلت تسقى بذلك الماء حتى صارت أرضها مرجة خضراء (١٢٦).
[إيصال مجاري الماء إلى مكة]
نضبت المياه في عين زبيدة فأمر السلطان سليم عام ٩٧٠ هـ بإصلاح المجاري وتنطيفها، وبذل في ذلك الأموال الطائلة، ولما انتهى الإِصلاح إلى بئر زبيدة دون مكة، وجدوا أن الأرض الصخرية تحول دون الاستمرار في بناء المجاري، فحفروا حفرة هائلة في العمق حول الأرض الصخرية وأوقدوا فيها الحطب.
[قبيلة حرب وأمير الحج المصري]
حدث أن تعرضت بعض قبائل حرب على أمير الحج المصري سنة ١٢٠٠ هـ، فأسر نفرًا منهم، وأصرَّ على كيهم بمحاوير محماة في خدودهم ليبقى ذلك وسما لهم يعرفون به، فتشفَّع فيهم بعض مشايخ جرب فأبى، وأجرى عملية الوسم، فصاح صائحهم (يا لقبائل حرب) فاجتمعوا من كل واد وأعملوا السيف في الحملة المصرية،