للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ركبًا) وهو تعبير فصيح صحيح، ويصطحبون معهم المنشدين من ذوي الأصوات الجميلة، ينشدون لهم في الطريق المدائح النبوية، والقصائد التي فيها ذكر الله تعالى وتسبيحه وتحميده، وكانوا يتوقفون في بدر، ويقطعون الطريق بين جدة والمدينة في سبعة أيام، وكان معروفًا أن هذه الحمير تسبق الهجن لأن الجمال تقطع الطريق في مدة أطول، وعلى سبيل المثال فإن الجمل كان يقطع الطريق بين جدة ومكة في ليلتين يصل راكب الجمل في صباح الليلة الأولى إلى بحرة ويقيل بها، ويقطع الليلة الثانية في طريق إلى مكة حيث يصل إليها صباح اليوم الثاني، بينما أن راكب الحمار أو البغل أو الفرس يقطع الطريق في ليلة واحدة، وكان الناس يستعملون الجمال إذا كانوا يحجون بنسائهم وأطفالهم، أما إذا كان المسافر من الرجال فهو يؤثر الحمار لأنه أسرع كثيرًا من الجمل. وقد أصبح هذا كله من آثار الماضي البعيد، فمنذ أن وردت السيارات إلى الحجاز في أوائل العهد السعودي سنة ١٣٤٤ هـ انصرف الناس عن استعمال الحيوانات في أسفارهم وأخذوا بمبدأ التطور فاستعملوا السيارات ولم تكن الطرق معبّدة ولا مهيأة ومع ذلك فقد كان السفر من جدة إلى مكة يستغرق الساعتين والسفر بين المدينة وجدة أو مكة يستغرق ليلتين إلى أن تم تعبيد الطرق فأصبح السفر بين جدة ومكة في أقل من ساعة واحدة وبين جدة والمدينة في ثلاث ساعات أو أربع حسب السرعة في السير، فسبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين.

[بحرة]

وصف العياشي بحرة بأنها مزرعة كبيرة يجلب منها بطيخ كثير إلى مكة مشهور عندهم بالجودة.

<<  <  ج: ص:  >  >>