للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وادي إبراهيم بمكة على أثر مطر عظيم، واقتحم السيل المسجد حتى انتهي إلى ما يوازي نصف الكعبة، وأزاح بعض الأعمدة عن أمكنتها، ومن غريب الاتفاق أن السيل حمل أحد الجمال حتى استقر به فوق المنبر، فلما انكشف الماء في الصباح، وجدوا الجمل في مكانه من أعلى المنبر، وراح ضحية هذا السيل عدد كبير من الحجاج وخربت بسببه بيوت كثيرة (١١٢).

[شيخ الحرم يأمر بجلد الإمام]

كان الشيخ تاج الدين القلعي يؤم المصلين بالمسجد الحرام، وحدث أن تأخر في فجر يوم الخامس عشر من ربيع الثاني عام ١٠٩٧ هـ عن الحضور، وانتظر المصلون طويلا، فتقدم أحد المجاورين للصلاة بالناس، وكان والي جدة شيخ الحرم لذلك العهد أحمد باشا مع المصلين، فلما علم بإبطاء الشيخ القلعى غضب لذلك واستدعاه إلى مدرسة الداودية وأمر بضربه علي رجله.

وثار أئمة المسجد لكرامتهم فشكوا الأمر إلى الشريف أحمد بن زيد أمير مكة، وطلبوا إعفاءهم، أو تردُّ كرامتهم بتأديب شيخ الحرم، وأحيل الأمر إلى مفتى البلاد الشيخ عبد الله عتاقي (فأفتى بتعزير من أهان أهل العلم) وتدارك الباشا الأمر فاسترضى الشيخ القلعي وطيَّب خاطره وصحبه إلى داره فتنازل عن دعواه.

[شيخ الحرم ينتقم من المفتي]

وأسرَّ شيخ الحرم للمفتي فتواه بتعزيره فأُقيمت شكوى إلى الباشا


(١١٢) تاريخ مكة (ج ٢): ص ٣٨٤، ٣٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>