للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشريف (١) أقول: ذكرنا في الجزء الثاني من أعلام الحجاز نقلا عن كتاب مرآة الحرمين لإبراهيم رقعت باشا أن الحجرين من الألماس المذكورين نقلهما فخري باشا إلى الاستانة خلال الحرب العالمية الأولى، ولم يعادا إلى الآن (٢) وفخري باشا هو القائد التركى ووالي المدينة قبيل الحرب العالمية الأولى وحينما قام الشريف الحسين بن على بالثورة ضد الدولة العثمانية قاوم الثورة مقاومة شديدة وحينما ترك المدينة أخذ معه ذخائر الحجرة النبوية الشريفة وهداياها ومن ضمنها الكوكب الدري، وأحجار الماس التي مرَّ ذكرها، وقال لى بعض الإخوان أنها موجودة بمتحف توب كابى في مدينة استنبول، أما الوصف الذى نقل عن السالنامة للكوكب الدري فيبدو لي أنه غير دقيق، لأن المعروف أن الكوكب الدري هو حجر كبير من الألماس الثمين لا تقدر قيمته بمال كما ورد في وصفه قبل، وليس مسمارا من الفضة مموها بالذهب.

[البتنوني يصف الذخائر الموجودة في الكعبة]

نقل الغازي عن الرحلة الحجازية للبتنوق ما يلي:

ومعلق في سقف البيت - الكعبة - كثير مما بقى من الذخائر التي أهديت إلى الكعبة، ومن ذلك مصباحان ذهبيان مرصعان بالجوهر، أهداهما للكعبة السلطان سليمان القانوني سنة ٩٨٤ (٣).

أقول: حج الخديوى عباس حلمى الثاني خديوى ممر في سنة ١٣٢٧ هجرية، وكان محمد لبيب البتنوني في ركاب الخديوى وألف كتابا سماه الرحلة الحجازية يصف فيه حج الخديوى وزياراته للأماكن المقدسة، وأفرد فيه فصولا تاريخية هامة عن الحجاز وقبائله وأحواله وحكامه يعتبر مرجعا هاما من كتب الرحلات إلى الحجاز.

الشريف غالب أمير مكة يربِّي السادن في داره:

توفي في عام ألف ومائتين وعشرة - أو اثنتى عشرة - سادن بيت الله الحرام الشيخ عبد القادر الشيبى ولم يؤخر من الذكور أحدا عدا ابن عمه محمد زين العابدين وهو يومئذٍ حديث السن ولم يوجود في زمانه أحد غيره من السدنة الفاتحين للكعبة المعظمة وكان أمير مكة يومها الشريف غالب بن مساعد فاحتضنه وربَّاه في بيته إلى أن كبر، وعيَّن على أملاكه عالما من علماء مكة يقال له الشامى، وولد للسادن الصغير بعد أن شب وتزوج ستة من الولد هم "عبد القادر، وجعفر، وسليمان، ومحمد، وعبد الله، وعلي.


(١) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٤٥٩
(٢) أعلام الحجاز ج ٢ ص ٢٠٣
(٣) إفادة الأنام مجلد ١ ص ٤٦٠/ ٤٦١

<<  <  ج: ص:  >  >>