وهذا الذي فعله السيد صالح رحمه الله معي من المؤكد أنه فعل أمثاله مع الكثيرين غيري ولعل من يقرأ هذه الحلقات يستطيع أن يضيف إلى ما أكتبه وما كتبته عن هؤلاء الأعلام الكثير من الأخبار والحوادث التي تجلو شخصياتهم وتبرز مآثرهم فما أحق هذا التاريخ أن يدون وأن يعرفه أبناؤنا وأحفادنا ليكون لهم قدوة تحتذى ومنارا به يهتدي.
محَاضَرات جمعيَّة الإِسعَاف
كانت جمعية الإسعاف بمكة المكرمة تنظم محاضرات أسبوعية لتثقيف الجمهور وكانت تستدعي كبار العُلماء والأدباء لإلقاء محاضراتهم فيما بعد صلاة العشاء من إحدى ليالي الأسبوع وكان الإعلان عن هذه المحاضرات يتم بالنشر عن ذلك في جريدة صوت الحجاز وفي لوحة ترفع أمام مبنى الجمعية الذي كان أمام الحميدية في أجياد - وقد هدم هذا المبنى فيما بعد مع المباني الكثيرة وأدخل ضمن التوسعة الأولى للمسجد الحرام وكان الناس يقبلون على سماع هذه المحاضرات بأعداد كبيرة مما يجعل الصالة المخصصة لذلك تضيق بالحاضرين وكان من أبرز المحاضرين في جمعية الإسعاف السيد محمد شطا - مد الله في حياته - وكانت محاضراته عن قصص القرآن وكان مبدعا في إلقائه وتعبيره كما أن مبنى الجمعية شهد محاضرات دينيه كثيرة من فضيلة الشيخ بن حميد وسعادة الشيخ أحمد إبراهيم الغزاوي وكان موضوع محاضرته ما نحن أحوج إليه، واذكر أن أطول محاضرة ألقيت في الجمعية هي محاضرة المرحوم الأستاذ حمزة شحاتة لأنها كانت عبارة عن مؤلف صغير استغرق عدة ساعات نقول وكان السيد صالح شطا من أبرز المحاضرين في جمعية الاسعاف وكان الناس يحرصون ألا تفوتهم محاضراته لما عرف عنه من صراحة وإخلاص وقد تم جمع القسم الأول من هذه المحاضرات وطبعت في كتاب صدر منه جزء واحد باسم محاضرات الإسعاف.