وكان نشاط النادي اجتماعيا وأدبيا ولكن النادي لم يستمر ولم توافق الحكومة على الإذن بتأسيسه في ذلك الوقت لظروف شرحناها (١) في حلقة سابقة وإني لأذكر للعواد قصيدة حيا بها النادي في ذلك الوقت وكان مطلعها:
إلى عصبة النادي ولليل هدأة. … وللفكر في هذا الهدوء تبتل
تحية مملوء الجوانح غبطة … بان ضم فيكم عنصر متحلل
ومنها إن لم تخني الذاكرة:
ويا رب شيخ جلل الشيب رأسه … ينازعه العليا فتى متدلل
والقصيدة طويلة ولم أجدها منشورة ضمن ما نشر من شعره ولعلها مطوية بين ما ترك من أوراق رحمه الله.
الأَديب الرَّائد
العواد أديب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فهو شاعر مبدع وكاتب فنان وقد ذكرنا أنه وزملاءه من الرعيل الأول الذين ظهرت آثارهم في كتابي "أدب الحجاز والمعرض" كانوا هم النواة الأولى لظهور الأدب الحديث في الحجاز قبل أكثر من نصف قرن ويحتل العواد بين هذه الكوكبة الأولى من الأدباء والشعراء مكانة بارزة عظيمة بإصداره أولا كتاب "خواطر مصرحة" وباستمراره في العمل الأدبي منذ نشأته إلى أن فارق هذه الحياة والمتأمل لبواكير العواد الأولى من شعر ونثر يرى معالم التجديد في الأسلوب وفي الأفكار معًا واضحة وكأنها تشير إلى الطريق فهو من المعالم البارزة في التاريخ الأدبي في الحجاز وهو بهذا يعتبر رائدًا من أوائل الرواد ومن أعظمهم أثرا فقد اقتدى به الجيل الجديد من