للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأنه الرجل الثانى بعده في ريادة الأدب الحديث في مدينة الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

[ذكرياتي عن الأنصارى]

عرفت عبد القدوس رحمه الله من مقالاته التي كان تنشر في صوت الحجاز أولا ثم من مجلة المنهل التي أصدرها في الحجة من عام ١٣٥٥ هـ وتوثقت صلتي به بما كنت أنشره في مجلة المنهل من قصص ومقالات وشعر ثم حضر إلى مكة المكرمة للحج في النصف الثاني من الخمسينات على ما أذكر ونزل ضيفا على معالى المرحوم الشيخ محمد سرور الصبان الذى كنت سكرتيرا له فكنت أراه في كل يوم، وقد زادتني هذه اللقاءات معرفه به فرأيت فيه الأديب الذى يجمع بين الأدب والعلم، فكان أديبا محققا يزن الكلام الذى يكتبه ويقوِّم الكلام الذى يقرأه ويتنبه إلى مايقع فيه الكثيرون من أخطاء في اللغة في نطق بعض الكلمات وتصريفها ومن يتتبع مجلة المنهل يجد الكثير من هذا الذى أذكره مبثوثا بين صفحاتها، وكان الرجل إلى جانب هذا وذاك أديب الطبع والخلق فكان يتنزه في مجلسه وفى كلامه عما يسف به الكثيرون.

[غرامه بالآثار]

وكان مغرما بالآثار وتحقيقها وله في ذلك المؤلفات التي سنتحدث عنها بعد ومما أذكره عن ولعه بالآثار اني ذكرت له يوما وكنا نصطاف بالطائف ولعل ذلك كان في أوائل الستينات أني بينما كنت أسير في ضواحى الطائف عثرت على مقبرة وجدت بها شواهد على كثير من قبورها وقد كتب في هذه الشواهد أسماء المتوفين ومن أعجب ما رأيت شاهدا وضعه زوج ثكل زوجته وبعد أن ذكر اسمها وتاريخ وفاتها سأل الله أن يلحقه بها فكتب هذه الجملة "وألحق بها زوجها" واهتم عبد القدوس رحمه الله بأمر هذه المقبرة وطلب أن أصفها له فأخبرته أنني كنت أمشى على غير جادة بعد عصر أحد الأيام وكانت الطائف محصورة بين أسوارها ولم يكن خارج

<<  <  ج: ص:  >  >>