للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[جدة قبل الإسلام]

فإذا تركنا العهود الممعنة في القدم التي أشرنا إليها نجد ذكرا لشاطئ جده قبيل الإسلام حينما اعتزمت قريش بناء الكعبة قبل الإسلام بعد احتراقها فعلموا أن سفينة لبحار رومي كسرت قريبا من شاطئ جدة وقد بعثت قريش فاشترت أخشاب السفينة وأحضرت صاحبها باقوم وكان نجارا ليساعدهم في بناء الكعبة وهذا البناء هو الذى وضع الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه فيه - الحجر الأسود - بيده الشريفة حين اختلفت قبائل قريش في الأمر كما هو معلوم وكان هذا قبل البعثة النبوية بخمس سنين (١).

[جدة في العهد الإسلامي الأول]

فإذا وصلنا إلى العهد الإسلامي وجدنا أن أهل مكة طلبوا من الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه أن يجعل ميناء مكة في ساحل جدة بدلا من الشعيبة، ويتطرق المؤلف إلى الشعيبة ويناقش ما ورد في بعض الروايات من أنها ميناء مكة قبل جده ويخلص إلى القول أن جدة هي المدينة وهي الميناء القديم وأن الشعيبة لا تعدوا أن تكون قرية صغيرة كل ميزتها أن ميناءها لا تكثر فيه الشعاب المرجانية التي تضطر السفن في ميناء جدة للرسو بعيدا عنها وأن الخليفة المهدى العباسي اختارها - الشعيبة لرسو السفن التي تحمل الرخام المرسل لعمارة الحرم المكي الشريف في عهده لهذه الغاية ليسهل نقله من السفن إلى مكة ويقول المؤلف أن بعض هذا الرخام لا يزال حتى اليوم مدفونا في رمال الشعيبة. (٢)


(١) انظر ما كتبناه عن تاريخ الكعبة المعظمة في ترجمة الشيخ حسين عبد الله باسلامة ضمن أعلام الحجاز.
(٢) "٦٠ موسوعة تاريخ مدينة جدة"

<<  <  ج: ص:  >  >>