للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المدارس حول المسجد الحرام]

أدركت مكة في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، وكثير من البيوت الملاصقة للحرم الشريف تدعى بالمدارس، فيقال مثلا مدرسة الباسطية، ومدرسة الداودية، وما إلى ذلك، ولم تكن هذه البيوت التي تسمى بالمدارس إلا منازل للسكن يسكنها بعض أهل مكة ويعيشون فيها كما يعيش الناس في بيوتهم، والميزة الوحيدة التي كانت تميزها عن غيرها من المنازل أن لها نوافذ مشرعة على المسجد الحرام وفي أسفل كل منها غرفة مطلة على المسجد يصلي بها الناس مؤتمِّين بامام الحرم الشريف، وخاصة في الأوقاف التي يزدحم فيها المسجد بالمصلين كأيام الجمع والأعياد، وأوقات الحج والعمرة ونحو ذلك.

وكنت أعجب لتسمية هذه الأماكن بالمدارس، وليست مخصصة للدرس والتدريس، وقد أزيلت هذه المدارس جميعها مع ما أزيل من بيوت مكة في التوسعة الأولى للمسجد الحرام في العهد السعودي ما بين عامي ١٣٨٥ - ١٣٩٦ للهجرة (١)، وقد اختفت هذه التسمية نهائيًا بإزالة هذه البيوت.

وقد وجدت في كتاب الشيخ/ عبد الله الغازي - إفادة الأنام - أسباب تسمية هذه الأماكن بالمدارس لأنها كانت مدارس حقيقية في الأصل بنيت لغرض التدريس، وأوقفت على نشر العلم وعين لها المدرسون، ويؤخذ من الفصل الذي خصصه الغازي لهذا الموضوع أن المدارس التي كانت موقوفة بمكة المكرمة، أحد عشر مدرسة نوجز هنا ما ذكره عنها لأهميته التاريخية.

يقول الغازي: أما المدارس الموقوفة بمكة فهي أحد عشر مدرسة فيما علمت، منها بالجانب الشرقي من المسجد الحرام مدرسة الملك الأفضل عباس بن الملك المجاهد صاحب اليمن، أوقفها على فقهاء الشافعية، وتعرف الآن، بابن عبَّاد الله، وهي على يمين الخارج من باب النبي.


(١) انظر المعلومات التفصيلية عن العمارة السعودية للمسجد الحرام في الجزء الثاني من أعلام الحجاز ص ٤٣ - ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>