للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد مدحت الشعراء هذا الأمير - أحمد المشاط - بقصائد أرسلت إليه من مكة وجدة، ليس يحويها هذا السفر، فأجاز الوفاء، وأنجز السداد ألهمنا الله وإياه الرشاد.

أقول: البوابير التي ذكرها الحضراوي هي المراكب التي تسير بالبخار، وكان أغلب استعمال الحجاج للمراكب الشراعية التي تسير بالريح، ويذكر الحضراوي كثرة توارد البواخر التي تنقل الحجاج في سنة ١٢٧٥ هـ حتى بلغت ثلاثة عشر مركبا، وقد عين والي مصر رئيس تجار جدة وكيلا للبواخر المصرية، فأحسن إدارة العمل، بخلاف غيره من وكلاء البواخر الأخرى الذين كانوا يتقاضون الإِتاوات من الحجاج لتيسير نزولهم قبل غيرهم من البواخر.

[تجديد عمارة مسجد عكاش ومسجد عمر]

وفي سنة ١٢٨٠ هـ جددت عمارة المسجد الذي على البحر المعروف بمسجد عكاش لأنه من المساجد القديمة وأتقن وأحكم وكذا الميضاة التي هي بجانبه. وكذلك جددت ما اندرس من المسجد الذي بالقلعة الذي يعرف بمسجد عمر.

أقول: مسجد عكاش من المساجد الشهيرة والقديمة في جدة وموقعه الحالي في السوق الكبير، وله باب على شارع قابل، ويعتبر في الوقت الحاضر في قلب مدينة جدة، وكان في الوقت الذي كتب الحضراوي تاريخه على البحر، وقد أُنشئ شارع الملك عبد العزيز غربي وشمالي السوق الكبير، وشارع قابل فأصبح مسجد عكاش بعيدًا عن البحر وسبحان مغير الأحوال، وممدن المدن وبانيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>