للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إجلاء النصارى عن جدة]

وفي عهد الشريف أحمد أصدر شيخ الحرم، والي جدة أمره بأن لا يبقى في جدة غير مسلم، وشدَّد في تعقبهم، فغادر جدة غير المسلمين عن آخرهم، ولم يبق منهم إلا من أعلن إسلامه (١١٥).

أقول: هذا الوالي اسمه أحمد باشا وقد تكررت منه التصرفات الحمقاء مع إمام المسجد الحرام، ثم مع مفتي مكة مما أسلفنا إيضاحه، فليس بمستغرب منه أن يأمر بإجلاء النصارى عن مدينة جدة، وقد انتهى أمره إلى العزل كما سبق إيراده.

[صدقة أغنياء الهند]

في أواخر عهد الشريف عبد الكريم بن محمد بن يَعْلى - من سنة ١١١٦ - ١١٢٣ هـ أرسل أغنياء الهند مبلغ خمسة لكوك - خمسمائة ألف روبية - وزعت بمكة صدقة لأهلها، فوزعت بينهم، فنال مكة من ذلك خير كثير (١١٦).

أقول: سبحان من بيده خزائن كل شئ، لقد أدركت الروبية وكل سبع روبيات تساوي جنيهًا ذهبًا، هذا في أواسط القرن الرابع عشر الهجري، وقد أرسل أغنياء الهند هذه الصدقة العظيمة إلى مكة قبل حوالي ثلاثة قرون ولابد أنها كانت تساوي أكثر كثيرا مما عَرَفْتُ عن أثمانها، وقد دار الزمن دورته، فالمعونات ترسل من هذه البلاد للبلاد


(١١٥) تاريخ مكة (ج ٢): ص ٣٩١.
(١١٦) نفس المصدر (ج ٢): ص ٤١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>