للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المقدمَة

الحمد لله الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذى أرسله ربه رحمة وهدى فأخرج البشرية كلها من ظلمات الجهالة إلى نور العرفان، وعن ضلالات الوثنية إلى عبادة الواحد الديَّان، وبعد فهذا هو الجزء الثانى من أعلام الحجاز وقد اشتمل على تراجم بعض العلماء والأدباء والمؤرخين والشعراء وكلهم عَلَمٌ في فنه ومجاله. ولقد كان حديثي عنهم بحثا في الآثار التي تركوها والتى ظهرت في حياتهم أو استخرجت مما خلفوه مخطوطا في أوراقهم، وقد اتخذ الحديث عنهم طابع الإسهاب لأني رأيت من الخير تلخيص بعض هذه الآثار التي تضمها الكتب الكبيرة في صفحاتها، ليسهل على الناس قراءتها والإحاطة بها، وخاصة ما يتعلق منها بتاريخ مضى وعهد انقضى، وليكون هذا الحديث دافعا لمن رغب الاستزادة للرجوع إلى الأصل الذى منه استقيت، والمورد الذى منه نهلت، وإني لأرجو أن يجد فيها القارئ بعض الفائدة والإمتاع.

أن أعلام الحجاز الذين يستحقون أن يترجم لهم أكثر من أن يحيط بهم كتاب، وإنى باذل الجهد في جمع كلما يتيسر لي من أخبارهم والاطلاع على ما تركوا من آثار وتقديمه للقارئ بالأسلوب الذى اتبعه في هذا الكتاب وفى الكتاب الأول الذى سبقه، متوخيا الصدق في الرواية، والبعد عن المطاعن مظهرا للحسنات، عملا بالحديث الشريف "اذكروا محاسن موتاكم" متجاوزا عن النقص الذى لا يخلو منه إنسان.

وبعد فلقد ظن بعض الناس أن أعلام الحجاز هم أعيانه وسراته ووجهاؤه

<<  <  ج: ص:  >  >>