فأخذوا عليَّ أني أغفلت الحديث عن كثير من الرجال الذين قرنت أسماؤهم بالمال والجاه، أو الذين تقلدوا المناصب وحظوا بالألقاب، وأنى أكرر هنا ما سبق أن ذكرته للأخوة العاتبين والسادة اللائمين أني أكتب عن الرجال الذين تميزت حياتهم بما بذلوه من جهد مادي أو معنوي في خدمة المجتمع الذى عاشوا فيه فتركوا هذه الحياة وبقيت آثارهم شاهدة عليهم مشيرة إلى النافع من أعمالهم، وحسابهم أولا وأخيرا على الله المطلع على السرائر والذى لا يضيع عمل العاملين .. ومرة أخرى فإن هذه التراجم هي لرجال فارقوا هذه الحياة الدنيا إلى رحاب الله تعالى فالحديث عنهم هو للعبرة والذكرى إحياء للعمل الطيب، وتسجيلا للذكر الحسن ورغبة في اعتبار الأحياء لاتباع القدوة الحسنة ممن سبق من الآباء والأجداد.
وقبل أن أختم الحديث أود أن أقول أن أي عمل لا يخلو من نقص فإن رأى القارئ نقصا يستطيع أن يكمله فلا يبخل علي بذلك، فلست ادعى الكمال الذى لا يصل إليه بشر، وأسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا كلها خالصة لوجهه الكريم خالية من العجب والرياء، كما أسأله تعالى أن يوفقنى إلى الحديث عن طائفة أخرى من الأعلام في كتاب لاحق إن كان في العمر بقية والحمد لله أولا وآخرا ومنه أستمد العون والسداد.