للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحضراوي، كل هذه الإصلاحات تعد في ميزان الحسنات لهذا القائمقام العصامي الذى بدأ كاتبًا في العرضي وانتهى إلى أن يكون قائمقام والي جدة ومدير المستودعات الحكومية بها، وقد بلغت به العصامية إلى أعلى المراتب فحصل على رتبة الباشوية التي كانت تسمى في العهد التركي - الميرميران - ..

يقول الحضراوي: في وصف هذا القائمقام أنه لما اجتهد في عمارة البلد ذل له أهلها، وهابه رعاعها لسطوته وتجبره وتكبره.

أقول: إن الرجل كان مصلحًا عظميًا شديد الحزم والعزم، ولو لم يكن الحزم من صفاتة لما أمكنه إصلاح ما أصلح، وتنظيم ما نظم، فالناس بطبيعتهم يكرهون الجديد، ويتوجسون من نتائج ما لا يعرفون، وإذا كان الحزم في سبيل الإِصلاح العام فهو مقبول لحميد نتائجه، وإذا كان الرجل قد أمر أهل جدة بالعمل في دفن البحر فكان يعمل فيه الجميع، إما بأيديهم أو يأيدي من يستأجرون لينوب في العلم عنهم، فإن هذا العمل على ما فيه من ظاهر التسلط إلا أن الرجل لم يأمر به لمصلحة ذاتية، وإنما لمصلحة البلد وأهلها

لقد استحق القائمقام نوري باشا رتبة الباشوية بعمله الباهر في تمدين مدينة جدة وإدخال، الإِصلاحات العظيمة عليها، التي بقيت بعده أكثر من مائة عام، فاستحق الرتبة الرفيعة بجدارة بما قدم من عمل وما بذل من جهد عظيم …

[قشلة جدة]

يقول الحضراوي: وبجدة من خارجها قشلة متسعة قريبة

<<  <  ج: ص:  >  >>