للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحمه الله فينظم لهم المقطوعات المطلوبة من الشعر الفصيح متضمنة اسم العريس وأسماء آل العروسين ولم يكن يتقاضى منهم مقابل ذاك شيئا وإنما يفعله بدافع من صداقته لهم وهذه العادة لا تزال باقية إلى اليوم ولكنها في نطاق ضيق جدا وفى بعض الأعراس الكبيرة التي يحرص أصحابها على إحياء هذه العادات القديمة.

القناديل وَالنَقْد

يتميز شعر القناديل بالنقد الساخر وهو النقد لأوجه الحياة اليومية التي يعانى منها الناس ولا يملكون شيئا لتغييرها أو إصلاحها والقارئ اليومى للقناديل كان يرى فيها تعبيرا عما يشعر به أو يشكو منه ولكن في أسلوب ضاحك ساخر ولهذا لقيت نجاحا على المستوى الشعبى لأنها كانت تعبيرا واقعيا عن الحياة اليومية في أسلوب ساخر ينفس به الناس عن شعورهم إزاء ما يحسون به من ضيق وقد شمل هذا التعبير كل أوجه الحياة - تعطيل المعاملات، زحمة المرور، تعطيل الكهرباء، انقطاع الماء، غلاء الأسعار، تخريب الشوارع، كثرة الأجانب - وقل ما شئت من مظاهر الحياة اليومية فستجدها واردة في القناديل ولهذا أحبهما الناس وقرأوها وتحدثوا عنها في كل يوم وهذه القناديل أو هذا الفن الضاحك هو ما امتاز به قنديل من بين أدباء جيله فكان له هذا الصدى الشعبى الواسع الذى جعله بحق أديبًا شعبيا راسخ القدم، ثابت البنيان وكان إذا ألقى قصيدة من شعره الضاحك قوبلت بالاستعادة والاستحسان والتصفيق وعلى ذكر الإلقاء أذكر هنا أن "قنديلا" رحمه الله في بدء حياته الأدبية لم يكن يرغب في إلقاء شعره ويفضل أن يلقيه غيره ممن يحسنون الإلقاء أو ممن اشتهروا بذاك ولكنه ما لبث أن اكتشف في نفسه موهبة الإلقاء ولذالك قصة نذكرها للتاريخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>