للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفعل ذلك بعض الصحف والمجلات المصرية ازاء آدم عليه السلام، بينما هو رمز التجلة والتكريم بما أسجد الله له ملائكته، ورمز الرفعة والمعرفة بما علَّمه الله من أسماء خلقه، ورمز الأفضلية والأولية بما جعل الله له من استاذية في السماء وخلافة في الأرض، والذين يكتبون التفاحة المحرمة، وخروج آدم وحواء من الجنة بسببها أجهل الجهلاء وأسفه السفهاء، وأن حملوا أرقى الشهادات وتزيوا بزي العلماء والعقلاء (١).

وأكتفي بهذا القدر من التعليق على الذكريات الأدبية التي تضمنتها مذكرات الأستاذ/ أحمد جمال، وأرجو أن يوفق ابناءه الكرام إلى جمع هذه المذكرات على اختلاف مواضيعها، ونشرها في كتاب ليتاح لقرائه الكثيرين الاستمتاع بها ومعرفة بعض الأمور الهامة أو الطريفة في حياة الكاتب وعمله، وفقهم الله لذلك وأعانهم عليه.

[وفاة أحمد جمال]

توجه أحمد جمال إلى القاهرة بصحبة شقيقه محمود في أوائل شهر ذي الحجة، وكان قد انقطع عن زيارة القاهرة ست سنوات، وفي ليلة التاسع من ذي الحجة أخبر مرافقيه أنه سيصبح صائمًا وضبط جرس الساعة في غرفته ليستيقظ قبل الفجر، ليصلي لله تعالى في جوف الليل كما هي عادته دائمًا.

واستيقظ أخوه على صوت الجرس الذي قرع طويلًا، فأسرع إلى غرفة أخيه ودعاه فلم يجب وحركه فلم يتحرك. واستدعى الطبيب، فقال: لقد توفاه الله.

هكذا انتهى أحمد جمال وهو على نية الصلاة في الليل وصيام يوم عرفة، فيا لها من خاتمة سعيدة لجهاد طويل في الدعوة إلى الله.

وكان لوفاته المفاجئة صدى أليم في نفوس الكثيريِن من الناس الذين ذهلوا للنبأ وسارع البعض إلى التاكد وكأنهم يرجون أن لا يكون صادقًا، ولكنها إرادة الله وقضاؤه ولا راد لما قضاه الله.

نُقل جثمان أحمد جمال في طائرة خاصة بأمر من خادم الحرمين الشريفين، ووصل إلى مكة مساء يوم التاسع من ذي الحجة ١٤١٣، وصُلي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة الفجر، ودفن في مقبرة المعلاة.

فإلى رحمة الله وعفوه. وإلى رحاب جناته، أنه سميع مجيب.

* * *


(١) مجلة المنهل - الحلقة التاسعه والعشرون من الذكريات.

<<  <  ج: ص:  >  >>